بسم الله الرحمن الرحيم إلى الرأي العام المغربي: لقد سمعتم مثلنا جميعا، ما صرحت به المغنية الأمريكية في ندوتها الصحفية، والذي على إثره، سمحنا لها بالصعود إلى المنصة، وقررنا نقلها مباشرة على القناة الثانية. لقد قالت بالحرف: أنا لا أشرب ولا أدخن ولا أسهر، وهذا ما يفسر سر جمالي. ومباشرة بعد تصريحها، اجتمعنا في الوزارة، ثم قمت أنا شخصيا، واتصلت بالإخوان في التوحيد والإصلاح، وأخبرتهم بهذه المعجزة، وبوجود نجمة أمريكية، تتفق معنا في كل شيء، ولا تنقصها إلا بطاقة العضوية، وشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله. ولم نكن نظن لحظة أن امرأة لا تدخن ولا تشرب ولا تسهر، يمكنها أن تتعرى وتقوم بتلك الحركات التي فاجأتنا، قبل أن تفاجئكم. حتى أن وزيرا في الحكومة أصابته الدهشة من ورع وعفة جنيفير لوبيز، وتمنى أن تكون كل المغربيات مثلها، لا يشربن ولا يدخن ولا يسهرن، وأكد لنا أنه ينوي جديا أن يعقد عليها، وأنه أخبر زوجته بالأمر، وأكدت له أن لا مانع لديها، بأن تكون لوبيز ضرة لها، وأنها مستعدة أن تخطبها له من والدها. كما أن الريسوني نفسه وافق على هذا الزواج وباركه، وفكر ومسد لحيته، وصاح وجدتها وجدتها، وأنها وبعد أن تتحجب وتعتنق ديننا، سننجز لها ديو غنائيا ملتزما مع نجمنا الشيخ سار، وسنتجول بها في المدن والأقاليم لتترأس حملة حجاب عفتي، وسوف نخوض بها حملتنا الانتخابية، وسنوظف شهرتها العالمية لنتمدد في الولاياتالمتحدة وفي أوربا وفي كل العالم. وفجأة، حصل ما حصل، وخدعتنا الكافرة وفعلتها. وتعرت وتغنجت وتلوت ومصمصت شفتيها وتلولبت وتفحشت وحركت عجيزتها الإرهابية، وقامت بحركات خليعة، وهي التي لا تدخن ولا تشرب ولا تذهب إلى البارات في الليل. وكما فعل نبيل عيوش الذي قدم لنا سيناريو نظيفا، واستعمل سيناريو آخر لا علاقة له بالأول، فعلت معنا جنيفر لوبيز، وصدمتنا جميعا من حيث لا ندري. لقد سمحنا لها وبقرار سيادي أن تقتحم بيوت المغاربة، واقتنعنا أن نجمة بهذه المواصفات، ولا تدخن ولا تشرب، لا بأس أن تدخل إلى بيوتكم. ومن منكم أيها المغاربة يرفض أن يستضيف جنيفير لوبيز. من منكم يكره أن أن تزوره في بيته، وفي الليل. وقلنا إن المغاربة سيرحبون بها وسيفرحون، وسيقدمون لها الشاي والحلوى، وهي المرأة المتخلقة العفيفة، التي لم نر أمريكية مثلها، لا تقترب من الكحول ومن السجائر، ومن كل الموبقات المنتشرة في تلك البلاد. وكان ما كان. وكما صدمتكم صدمنا. وكما سال لعابكم، فقد بلعناه نحن في وزارة الاتصال، وكلما كنت أتصل بهم في القناة الثانية ليوقفوا البث، كنت أجدهم يتفرجون ويتمتعون ويتمايلون مع تلك الفاجرة، التي خدعتنا، وأظهرت لنا أنها متدينة وعفيفة وطاهرة، وأقسمت لنا أنها ستغطي مؤخرتها، ولن تثير أي مغربي، وحلفت بأغلظ الأيمان أنها لن تزعزع أمنكم ولن تفسد أخلاقكم، فصدقناها، لحسن نيتنا. وبناء عليه، وكي لا يتكرر نفس الخطأ، فإننا نؤكد للرأي العام المغربي، أننا من الآن فصاعدا، لن نتساهل مع أي فنان، مهما قال لنا، ومهما كانت سمعته، حتى عبد الهادي بلخياط لن نثق فيه، ولو غنى قصيدة المنفرجة، فلن ننخدع، ولن نقتنع بالمظاهر، بعد أن اكتشفنا أنها خداعة. أما في ما يتعلق بمهرجان موازين، فإني أخبركم أن لا علاقة لي به، لا أنا ولا الوزارة ولا الحكومة، ولا يمكنني أن أحتج عليه وأنا في منصبي. وأما القناة الثانية، فلا سلطة لي عليها وأما أفتاتي فهو مسؤول عن كلامه ولا يعنيني أنا مجرد عبد ضعيف ولا دخل لي في أي شيء وقد يغمى علي وأنا أشاهد فتحة في قفطان وهذا حالنا جميعا في العدالة والتنمية نتجبر فقط على المغاربة وعلى الشعب ونكفر من يعارضنا وترتعد فرائصنا من موازين ومن أصحاب موازين ولو لم يكونوا في هذا البلد لالتهمناكم أيها المغاربة وأغلقنا القنوات ومنعنا الرقص والغناء وقطعنا المؤخرات فاحمد الله أيها الرأي العام أن هناك دولة عميقة في هذا البلد ولو لم تكن لحولنا القناة الثانية إلى مأتم ولكانت كل البرامج والسهرات عبارة عن عويل ونحيب ولطم خدود ولكانت سهرة السبت مع الشيخ النهاري وفيلم الليلة مع الريسوني والكليبات مع مولاي عمر بنحماد والكيتشات مع الثنائي بنكيران وأفتاتي فاشكروا الله كثيرا أننا لا نحكم ونخاف من أصحاب موازين ولا نعارضكم إلا أنتم وتمتعوا برقص جنيفير لوبيز الفاجرة خدعتنا وصدقناها لا تشرب ولا تدخن لكنها جبارة ومثيرة وتؤمن على عجيزتها الغالية والتي لو غطتها لكان ذلك أفضل.