يبدو أن لعنة الشهرة جعلت البلدوزر عمرو زكى، نجم المنتخب الوطني، يتحول من نجم داخل المستطيل الأخضر إلى نجم شباك المشاكل والأزمات مع إدارات الأندية. فاللاعب الذى كان ملء السمع بتألقه في الملاعب سرعان ما ينطفئ نجمه سريعا بسبب "نفسه القصير" في الاحتراف. عاد زكى من جديد إلى حلبة الصراعات والمشاكل مع إدارة نادي الرجاء المغربي الذي انضم إليه مؤخرا قبل أن يتفق مع المسؤولين على فسخ العقد مقابل تنازله عن جميع مستحقاته المالية بسبب إجرائه جراحة فى أنكل القدم بألمانيا دون إذن ليتأكد غيابه عن الملاعب فترة طويلة ويستقر الرأي في النهاية على إنهاء التعاقد مع النادي المغربي.
زكى ينتمي إلى فصيل اللاعبين المشاغبين بسبب تجدد مشاكله حتى أصبحت "كاملة العدد".
ليثير التساؤلات عن الأسباب التي تدفعه إلى العودة من منتصف الطريق مع كل رحلة احتراف يخوضها، ووفقا للسيرة الذاتية للاعب فإنها تؤكد عشقه للترحال وعدم استكمال المشوار في أي ناد يلعب له.
وبدأ زكى مسيرته مع كرة القدم في نادي المنصورة قبل أن ينتقل لنادي (إنبى) في موسم 2003 مقابل مبلغ كبير تخطى المليون ونصف المليون جنيه كلاعب لم يتعد بعد سن العشرين عاما.
وتألق زكى مع إنبي وقاده للفوز ببطولة كأس مصر 2004-2005. كما تألق مع المنتخب الوطني في بطولة كاس الأمم الأفريقية 2006 وتصفيات كأس العالم ليخوض بعدها رحلة احترافية في نادي لوكوموتيف موسكو الروسي. لكنه عاد بسبب الطقس البارد الذي لم يتكيف معه. ليتعاقد مع نادي الزمالك. ومنه إلى الاحتراف مجددا في نادى ويجان أتلتيك على سبيل الإعارة لمدة عام مقابل مليون ونصف المليون يورو وخطف الأنظار مع النادي الإنجليزي بعدما أحرز عشرة أهداف فى مباريات الدور الأول من الدوري تصدر بها قائمة الهدافين، واستطاع أن يصبح الفتى الأول لدى الجماهير واختاروه كأحسن لاعب فى الكثير من المباريات، وأشادت به الصحف الإنجليزية فقالت عنه صحيفة الجارديان البريطانية: عندما أعلن زكى عند انضمامه لويجان قبل شهر عن ثقته في أن يصبح هدافا في الدوري الإنجليزي هذا الموسم تعالت موجة من الابتسامات الساخرة وعلامات الدهشة على الوجوه المحيطة بملعب التدريب في ويجان، ولكن ذلك لم يعد مقبولا الآن.
كما أشاد بمستواه روى كين، المدير الفنى لفريق سندرلاند، وأثنى عليه النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام وتوقع له أن ينتقل لأحد أندية إنجلترا الكبيرة.
واندمج زكى سريعا مع ويجان، ونجح في هز شباك المنافسين بغزارة حتى إنه استطاع تسجيل 10 أهداف لفريقه الأمر الذي دفع ديف ويلان، رئيس النادي، إلى تشبيهه بالنجم الإنجليزى الكبير آلان شيرار الهداف التاريخي السابق لإنجلترا ونيو كاسيل يونايتد.
ولم يتسبب هذا التصريح في دهشة للصحافة الإنجليزية، خاصة بعدما تمكن زكى من جذب الأنظار إليه في فترة وجيزة للغاية وترك بصمة على كل من رآه وجعله يقتنع بالفعل بأنه لاعب من طراز فريد يستطيع أن يكون في يوم من الأيام أحد نجوم الدوري الإنجليزى الممتاز لكرة القدم.
وسرعان ما تبخرت هذه التصريحات في ظل عدم التزام زكى بمواعيده حتى انقلب المدح إلى انتقادات تؤكد افتقاده الاحترافية بسبب تغيبه عن حضور التدريبات دون إذن أو تنسيق مع إدارة النادى.
وقال ستيف بروس، مدرب ويجان وقتها، إنه نفد صبره من اللاعب بعد تكرر غيابه، قائلا: لم أر لاعبا غير محترف مثل زكى طوال حياتي تعليقا على عدم عودته إلى ناديه في الوقت المحدد بعد أداء واجبه الوطني مع منتخب بلاده.
وعاد زكى إلى نادي الزمالك بعد انتهاء عقد الإعارة وشارك مع الفريق في مباريات الدورى الممتاز موسم 2009-2010، إلا أنه صام عن التهديف ولم يحرز أي أهداف في الدوري مع الزمالك.
وفى 17 يناير 2010، أعار نادي الزمالك اللاعب إلى نادى هال سيتى الإنجليزي لمدة 6 أشهر ليعود مجددا للزمالك بعدما أنهى النادي الإنجليزى الإعارة، ثم انتقل لنادى إلازيجسبور التركى في صفقة فاشلة قبل أن يخوض تجربة أخرى مع السالمية الكويتى، وبعدها أبدى رغبته في العودة للزمالك، لكن حلمي طولان، المدير الفني السابق، رفض، فانضم لنادي الرجاء المغربي في صفقة هلل لها مسؤولو النادى المغربي، قبل أن تتوتر علاقة زكى بالإدارة على خلفية إجرائه جراحة دون إذن وتأكد غيابه لفترة طويلة لتنتهي بفسخ تعاقده.
وعلى صعيد المنتخب الوطني، حجز زكى مكانا ثابتا في المنتخب منذ بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2006، والتي أقيمت بالقاهرة وتألق فيها بشكل ملحوظ وساهم في الفوز باللقب.
وشارك مع المنتخب في كأس الأمم الأفريقية غانا 2008، وحقق المركز الثاني في قائمة هدافي البطولة برصيد 4 أهداف بفارق هدف واحد عن صامويل إيتو هداف البطولة. وبذلك كان لزكى دور كبير في فوز مصر باللقب للمرة الثانية على التوالي.
شارك عمرو زكى مع المنتخب بشكل ثابت في تصفيات كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010، وأحرز هدفا في مرمى زامبيا لينتهي اللقاء بالتعادل 1-1. كما أحرز هدفين في المباريات الودية بقميص المنتخب في مرمى موريشيوس من ضربة جزاء وآخر في مرمى تنزانيا وسجل أول أهداف منتخب مصر في مرمى منتخب الجزائر في المباراة التي انتهت بفوز مصر بهدفين مقابل لا شىء.
لم ينضم زكى إلى قائمة المنتخب الفائز ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2010، والتي أقيمت بأنغولا نظرا لإصابته. وشارك في مباريات التصفيات المؤهلة لكاس العالم بالبرازيل، وسجل في مرمى غانا في المباراة التي انتهت بفوز الفراعنة بهدفين مقابل هدف، في المباراة الفاصلة للتصفيات المؤهلة للمونديال المقبل.