لأول مرة أشتاق للانتخابات، ليست كلها، فقط حملة حزب الاستقلال، إشتقت لها، أود لو أستفيق كل صباح وأجد شباط ينظم ندوة صحفية، ويدعوني إليها، وسأهرب من العمل، وأهرب من النشر والتحرير، وأقصد الندوة الصحفية، وأكون أول الحاضرين، فأنا لا أحب إلا الندوات الصحفية لحزب الإستقلال. وقد كنت كارها للنداوت الصحفية، لكني صرت عاشقا لها، وبعد مضي عدة أشهر أصبحت أعاني من إكتئاب حاد، والسبب هو شباط، لكني لا أكرهه، رغم أنه أخفى مرام، وبعد أن جعلني والشعب المغربي نهيم حبا بها، أخفاها عنا، ولا أعرف السبب. يا وزارة الداخلية، إني مكتئب، وأحذركم، سأحرق نفسي في الشارع العام، وأصب البنزين فوق رأسي إن لم تنظموا إنتخابات الآن، وسأكون بوعزيزي جديد، وستقوم الثورة، وكل هذا لأني مكتئب، ولأن مرام لم يظهر لها أثر منذ الانتخابات وندوة الميزان، والاكتئاب مرض خطير، وأنا أعاني منه بسبب ما فعله بي شباط، وأنت يا وزارة الداخلية لا تفعلين أي شيء لعلاجي، وتتركينني أتخبط في مرضي اللعين، ولا تشفقين علي رغم أني أحب الانتخابات ويكرهها الجميع، وهذا آخر تحذير لكم، أنا معي الملايين، أنا معي الملايين، وسأجعلها محرقة، وهذا بسبب مرام، وبسبب شباط، وبسبب الندوة الصحفية للانتخابات، وحتى إن لم تريدوا أن ينظم شباط الندوة، فلا بأس، لينظمها إلياس أو بنكيران، أو حتى ظريف، المهم أن تقدم لي مرام ملف الندوة، وتبتسم لي، ويلتقط المصورون صورة لنا وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي. وإني منذ الآن أدعوا لثورة من أجل إعادة مرام في الندوات الصحفية، وتحريك مشاعر المجتمع إتجاه الانتخابات، ولنصير جميعا نحب الانتخابات، وحتى نعمل بمبدأ المساواة وحتى لا يحتكر الرجال هذا الامر ونتهم بتشييء المرأة، أحضروا مهند والسلطان سليمان وإجعلوهما يبتسمان في الندوات الصحفية، وأنا أؤكد لكم، بل إني أجزم بشكل قاطع أنكم ستتفوقون على نسب المشاهدة في القنوات لكل البرامج، وستصوت عليكم النساء إن قالها مهند، وإنها خطة جهنمية أمنحكم إياها بعد ما فعلته بي مرام، وجعلتني متيم بالميزان، وبعد ما فعلته كوثر بالشعب وجعلته يحب الجرار ويتمنى الركوب فوقه وإلتقاط صورة في نفس المكان والزمان. ومن أجل الرفع من نسبة المشاركة في الانتخابات، الحل بسيط، إجعلوا رؤساء الصناديق جميلات ومشاهير، وسترون كيف ستكون الطوابير، وسأصوت أنا مليون مرة، وسأمر على جميع الصناديق في المغرب، وسأستعين بخدمات سيدي مولاي الشيخ المبروك الشريف الصمدي، ليطير بي في أرجاء البلاد في رمش العين، ويطوف بي على مكاتب التصويت، بحثا عن مكتب مرام، ولا يهمني مهند، ولا لوبيز، أنا أريد مرام، أرغب في المنتوج الوطني، وكما أحب داسيا، أحب مرام، ولن ألهث وراء الغرب حين يحضر إلينا، فأنا مؤمن بما ينتجه وطننا فوق السرير وفي المصانع، لذلك أدعمه بحبي الخالص، ولهذا أصبت بالاكتئاب، لكن لا أحد يهتم بي وبإكتئابي، وحتى بنكيران، الذي أحب قفشاته نكاية ب"جيم كاري" وإيدي مورفي، حتى هو لا يهتم بي، ويخاف أن يكتئب وزراؤه ويشتري لهم السيارات الفاخرة، لكنني غير مهم، ولأنتحر ولأحرق نفسي ولا أحد سيهتم، وحدها مرام ستهتم بي، وستلبي ندائي حين أصب الوقود المهرب فوق رأسي، وتطالبني بإخماد الثورة، وإيقاف الزحف المقدس. وها أنا أقولها لكم، لن أنتظر أربعة أشهر أخرى لأشاهد مرام، أحضروها الآن، ونظموا الندوات الصحفية، وسأحضرها جميعا، وأهرب من العمل، وأقفل الهاتف حتى لا يزعجني أحمد نجيم، وأكتب في بداية المقال عن الندوة "وحملت مرام الملف وإلتفتت فهلل الحضور وصرت متيما من جديد بندوات لم أفهم منها اي شيء".