المغرب ارتكب اخيرا اخطاء كثيرة جعلت ملف الصحراء تأخذ بعدا غير مسبوق تصل الى استخدام الامين العام للامم المتحدة بان كي مون كلمة "محتل" للحديث عن تواجد المغرب في صحرائه٬ بالاضافة الى زيارته المستفزة للئر لحلو في الصحراء. اولا المغرب ظل انه ربح مسافة في قضية الصحراء، طبعا المحيط الجهوي في صالح الرباط٬ فالوضع في الجزائر غامض والمستقبل قاتم برئيس جزائري مريض وصراع خفي غير مسبوق على مرحلة ما بعد بوتفليقة بين قادة الجيش والمخابرات٬ وفي البوليساريو فشل المؤتمر الاخير للجبهة في احداث تغيير على قيادة ظلت متشبثة بالتحكم في الجبهة منذ 40 سنة. عادت نفس القيادة وبزعيم مريض للغاية هو محمد عبد العزيز. ينضاف الى هذا غياب حكومة في الجارة الشماليةاسبانيا بسبب الازمة الحكومية التي تعرفها منذ اشهر. الجارة الاسبانية لها دور كبير في قضية الصحراء٬ لذا فغياب الحكومة يجعلها حذرة للغاية في اتخاذ مواقف في هذه الايام. هناك نقطة اخرى جعلت المغرب يثق في نفسه اكثر من اللازم وهي ان ولاية بان كي مون على رأس الامانة العامة للامم المتحدة اقتربت من نهاىتها. لم يبق له الا ستة اشهر الوضع في موريتانيا والحرب الاهلية في ليبيا بالاضافة الى عدم استتباث الامن في مالي جعلت المغرب يفكر او يعتقد ان ملف الصحراء سيستمر في "جموده". اي لا تغيير. وكان يتوقع ان تقرير الشهر المقبل لمجلس الامن حول الصحراء لن يطرآ عليه تغيير. فحتى امريكا احد اكثر الفاعلين في ملف الصحراء لا يمكنها التجرؤ فيه هذه السنة لانها سنة انتخابية واخر سنة في عمر حكم اوباما المغرب اعتقد من خلال ما ذكر انه في وضع يجعله يثق في نفسه. لم يكن يذكر ان بان كي مون ستصل به الجرأة الى تقديم تصريح غير مسبوق كما ان المغرب ارتبك اخطاء فايام العثماني وزيرا للخارجية تقرر ان ينهي المغرب صفحة كريستوفر روس٬ لكن تم التراجع عن ذلك وبعد اتصال الملك محمد السادس ببان كي مون اعتقد المغرب انه تم رسم حدود لمهام الاممالمتحدة٫ ليفاجئ بتبعات هذه الزيارة ارتكب المغرب اخطاء او تهاون في محطات. كان المبادر منذ اطلاق خطة الحكم الذاتي لكن تلك الخطة لم يبادر المغرب الى اخراجها الا اخيرا وبشكل محتشم. علينا ان نملك الجرأة لنطرح اخطاءنا لنتداركها. ملف الصحراء ليس بيد الحكومة بل بيد القصر ووزير الخارجية مجرد براح لا سلطة له على الملف. لم نستطع ان نوسع دائرة اهتمام المغاربة بالصحراء. لحد الان لا يعرف سبب تهميش المجلس الاستشاري الملكي لشؤون الصحراء واذا كان غير مفيد لماذا يتم الاحتفاظ به ثم لماذا يغيب الصحراويين المنتخبين ديموقراطيا عن ملف الدفاع عن الصحراء، هم الاكثر دراية والاكثر مصداقية. نحتاج الى ثورة حقيقية في ملف الصحراء لا الى مسيرات وطنية لمغاربة مقتنعون بمغربية صحرائهم. نحتاج الى القطع مع ثقافة الريع في الصحراء الى اقبار الافلات من المحاسبة ضد اثرياء جنوا الملايير من هذا الملف. نحتاج الى جعل الصحراء قضية شعب.