الإرهابي الأول في العالم، أو السرطان القاتل أكثر من 8 ملايين كل عام، وجد من يخترق حصونه هذه المرة بفعالية مثيرة، ويكافحه في عقر داره، عبر طرق جديدة توصل إليها علماء بريطانيون، واحتل خبرها الجمعة المكان الأبرز في وسائل الإعلام العالمية، لما يبشره الاختراق من علاج جديد سيكون متاحاً بعد عامين، ويختلف عن التقليدي المؤلم والحامل معه مضاعفات خطيرة، سواء كان بالأشعة المكثفة، أو الليزر أو الكيمياوي. أما الجديد فيمد جهاز المناعة بما يمكنه من مكافحة السرطان بسلاح من داخل الجسم نفسه. متحدث باسم مركز لأبحاث السرطان، تابع في بريطانيا لكلية لندن الجامعية، التي مولت الأبحاث، وصف الاختراق بأنه تخطى كل التوقعات، وأحدث ثورة في العلاج، بتحديده البصمة الجينية الموجودة على سطح أي خلية في ورم السرطان ومكافحتها مستقبلا بدواء يتم إنتاجه من بروتينات موجود في الورم نفسه، والمحفزة جهاز المناعة على مكافحته، من دون أن تتعرض الأنسجة الصحية للخلية من ردة فعل المناعة في الجسم، مما يؤدي الى الاستغناء عن العلاج التقليدي المضر.
شرح العلاج الجديد معقد جدا، إلى درجة أن صعوبة الإلمام بتفاصيله كانت واضحة، اليوم الجمعة، فيما ورد في تقارير الصحف البريطانية لتفاصيله، والتي اكتفت بما قاله شارل سوانتون، المتحدث باسم مركز الأبحاث السرطانية، والذي ذكر أن العلاجات التقليدية لا تؤثر في التبرعم السرطاني كلما تغير من حال إلى أخرى، فتبدو في بعض الأحيان أنها تمكنت من القضاء على المرض، لكن هذا غير صحيح، ولا يعني موت كل الخلايا المتحولة، لذلك تبقى كامنة وتعود مرة أخرى محتدمة في الجسم أكثر.
أحد المشاركين في التوصل إلى طرق العلاج الجديدة، وهو سيرغو كوزادا، شرح لمحطة "سكاي نيوز" التلفزيونية البريطانية، أن العلاج الجديد سيحل مكان القديم السام "ويستغني عنه تماما"، مضيفا أن منطق المعالجة يقوم على أن الاستجابة أو ردة الفعل من نظام المناعة يجب أن تكون أكثر دقة صوب الخلايا السرطانية، بما يتجاوز المحاولات السابقة حتى الآن، والسبب أن خلايا السرطان لا تستسلم بسهولة، وتظل تعمل على تطوير ذاتها وتوسع من نموها، لتصبح قادرة على مقاومة العلاج التقليدي، فتنجح في بعض الأحيان. شرح أيضا أن بإمكان الخلايا المتسرطنة تدمير الخلية المعروفة باسم "خلية تي" أو ما يطلق عليه "الخلية التائية"، القائمة اجمالا بدور مهم في المناعة الخلوية، وهي موجودة في الدم أيضا، وطريقة العلاج الجديدة ترتكز بالأساس على دعم وتفعيل "الخلية التائية"، وبدعمها يتم تفعيل جهاز المناعة ليصبح قادرا أكثر على مكافحة الورم وتدمير خلاياه من دون أي مضاعفات، وفقا للوارد بالبحث الذي تم نشره في أسبوعية "علوم"، الأميركية، وفيه قال البروفسور تشارلز سوانتون، الذي شارك أيضا في الأبحاث: "سأصاب بالاحباط إن لم نتمكن من علاج أي مريض بالسرطان خلال عامين" وفق تأكيده.