— صُدمنا جميعا من أصداء مشاركة وفد الاتحاد الاشتراكي بألبانيا، صدمنا لأن النتائج كانت عكس ما تعودناه من مشاركات سبقت. أولا لنبدأ بالتفاهات قبل أن ندخل في صلب الموضوع وما حدث، فتركيز البي جي دي وكتائبه على صورة الوفد أمام قنينات الخمر له بعد إيديولوجي عاطفي، فيه من تسويق "نحن مسلمون وأولئك زنادقة" الشيء الكثير، لأن أمر تعاطي الخمر مسألة شخصية لا تعني إلا صاحبها، ولكن بما أن الأمر هنا متعلق بتمثيل الوطن فكان من الواجب على الوفد ألا يسقط في فخ التقاط صور أو تسريبها، وهذا يجرنا لمناقشة إيديولوجية الاتحاد الاشتراكي، وكيف أن مرشحة الوفد فسرت دفاع وفد البوليساريو عن المثلية الجنسية في حملته الدعائية بالأمرغير الأخلاقي ! لكن، دعونا نتساءل: على أي أساس تم ترشيحها اصلا لمنصب نائبة رئيس الاتحاد الدولي للشبيبات الاشتراكية؟ لقد كان الأمر باقتراح من الكاتب العام للشبيبة وبموافقة الكاتب الأول إدريس لشكر، لسبب بسيط هو كونها تتحدث الإنجليزية..وهنا وجبت الإشارة لأمر مهم داخل حزب المهدي بنبركة، قبل أن يتحول لحزب عمي ادريس، حيث لم يتم إشراك أعضاء المكتب الوطني للشبية في تدبير المشاركة في لقاء ألبانيا. الأنكى من ذلك أن أعضاء المكتب الوطني وصلهم الخبر عبر فايسبوك كأي مواطن "حقير" مثلي، قبل أن يتم إعلامهم بالأمر خلال الاجتماع الأخير لكتاب فروع الشبيبة الاتحادية، وهذا ما يفسره الغاضبون بأنه محاولة من الكاتم العام للشبيبة لتشكيل "عصابة" تضمن له ولحوارييه مراكز اللائحة الوطنية، التي توَّجه هو وزعماء شبيبات الأحزاب الكبرى سعيا و"مزاوكة" في رئيس الحكومة من أجل دعم مناصب الريع. وعلى ذكر الريع، فاحد اعضاء الوفد و ابن قيادي اتحادي تم تشغيله سنة 1999 كمسؤول تواصل بالوكالة الحضرية الرباط، طبعا في إطار التوظيف المباشر (وكل ما سيأتي مباشر)، قبل أن يشتغل بجريدة "ليبراسيون" لسان حال الحزب، وقبل أن يتم تعيينه مؤخرا مديرا للفريق بالبرلمان، وهو في ذلك يتشارك مع زعيم شبيبة حزب الاستقلال، في الحصول على 3 مليون سنتيم ونصف (قد يكون أكثر). وبالعودة لموضوعنا، فمنطقيا وطبيعا،أن يصوت الوفد الاتحادي على مرشح البوليساريو، بحكم المرجعية الأشتراكية،فالتصويت يتماشى مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، خصوصا تلك التي لازالت متداولة على طاولة الأممالمتحدة. لكن وفد الإتحاد في هذا المؤتمر لا يملك الجرأة والشجاعة للتصويت على البولزاريو دون تنسيق مع وزارة الخارجية – كما صرحت بذلك قيادية اتحادية لكود – مما يعني أن الأمر متعلق بتوجه جديد للمخزن والدولة قوامه "الاعتراف" بالبوليساريو، ككائن فرضته أخطاء تاريخية منها ما فعله البصري والحسن الثاني، حين استنجد به أعيان قبائل الصحراء وقال لهم : لا يمكن للمغرب ان يخسر مصالحه من أجل مجموعة من البدو. إن الحوار المباشر في نظر المخزن هو قطع الطريق على دولة الجزائر عراب البوليساريو فمن الظاهرأن المخزن أخيرا "ربما" علم أن ملفا كبيرا كملف الصحراء، لن يتم تفكيكه وحله بسياسة الطواجن وكسكسو والأظرفة المالية من لوبيات وغيره. ان التصويت في مؤتمر الإتحاد الدولي للشبيبات الإشتراكية هذا يكون تصويتا على المستوى الإقليمي، أي ان كل قارة تصوت على حدة، لكن هذا لا يعني أن وفد الإتحاد تعرض لمؤامرة، فالوفد أساسا ضعيف . خلاصة الأمر فأبناء بنكيران عوض أن يتخدوا من صورة الخمر أمام أعضاء وفد الاتحاد وسيلة لمهاجمتهم، فالأجدر بهم أن يهاجموا من يسمح بتداولها اصلا بالوطن ! أو أن الأمر يمس عتبات لا قدرة لهم عليها ؟؟؟ اما مؤتمر ألبانيا فقد كان من حق الشبيبة الاتحادية تقديم 4 ترشيحات في لجان اليوزي، مما يطرح علامات استفهام حول عدم تقديم هذه الترشيحات، و كان من الأجدر الحفاظ على عضوية الشبيبة الاتحادية في لجنة مراقبة العضوية داخل اليوزي الأمر الذي لم يتم كذلك. وردا على تصريح محمد اليازغي لموقع كود فله جواب واحد و وحيد : "قول لولدك يدفع استقالتو من البرلمان" على الأقل بسبب انسحابه من الحزب،كما فعلوا مع القباج لكن الظاهر ان الريع سلالة ، عجبي… —- المقالات المنشورة في "اَراء" لاتعبر عن مواقف الموقع بل عن الرأي الخاص بكاتبها.