أثنى قيادي سلفي، محسوب على حسن الكتاني، أحد شيوخ السلفية الجهادية"، على عمل الأجهزة الأمنية في محاربة التطرف الديني، مشيرا إلى أن السلفيين بعد أن قاموا بمراجعات فكرية هم اليوم ضد الجريمة باسم الدين أيا كان فاعلها. وقال خالد غزلي، الذي غادر السجن بعد سنتين قضاهما خلف القضبان "إننا كتيار سلفي وعبد اللطيف الحموشي المدير العام لجهاز الديستي في خندق واحد لمحاربة التطرف الديني والتطرف اللا ديني"، قبل أن يستدرك قائلا في اتصال مع "كود": "لكن على الأجهزة الأمنية أن تحارب التطرف بعقلانية ودقة لتفادي تلك الأخطاء التي ارتكبت عقب الأحداث المشؤومة في 16 ماي". وأوضح غزلي أن التيار السلفي، الذي يستعد للإعلان عن نفسه في هيئة دعوية بنكهة سياسية، قطع مع تلك المفاهيم الفقهية التي تشرعن الاصطدام مع المؤسسة الملكية والخروج عن إمارة المؤمنين وتكفير مؤسسات الدولة، مشددا على أن التيار السلفي في نسخته الجديدة أصبح يؤمن عن اقتناع وبدون أي تملق بأن الملك محمد السادس هو زعيم ورائد كل الإصلاحات الكبرى في المغرب وأنه أبان عن نضج وحكمة في قيادة البلاد إلى بر الأمان. وتابع غزالي، المعتقل السابق في ملف خلية الرباط للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حديثه ل"كود" ليقول: "إننا مكون من مكونات هذا البلد وأيدينا ممدودة لجميع التيارات، يسارية وعلمانية وحقوقية أو غيرها، بهدف محاربة الفساد بشتى أنواعه لكن بدون التفريط في خصوصيتنا التي تفرض احترام هوية المغاربة الممثلة في المصلحة العليا للوطن وإمارة المؤمنين والوحدة الترابية". ودعا غزلي الدولة إلى تفعيل مسطرة إدماج السلفيين في المجتمع وجبر ضرر المظلومين منهم لتحصينهم وإكسابهم المناعة ضد الأفكار المتطرفة، مضيفا أن الدولة تقع عليها مسؤولية حماية الشباب من الشنج النفسي وتمتيعهم بالحق في الكرامة لئلا تسهل عملية استقطابهم إلى بؤر التوتر. وعزا غزلي انتشار التطرف الديني وسط الشباب إلى من أسماهم "دهاقنة التطرف اللا ديني الذين يطعنون عبر تصريحات مثيرة في هوية المغاربة وفي معتقداتهم ومشاعرهم الدينية دون أي تحفظ".