عن الدوتشيفيلي النسخة العربية //// مازالت أحداث ليلة رأس السنة في كولونيا وتداعياتها تشغل اهتمام الصحف الألمانية، التي كشفت عن تقصير مدير شرطة كولونيا. كما أكدت على وجوب استخدام الدولة لسلطتها دون استعراض وأن يعرف الوافدون منظومة قيم المجتمع ويحترموها. حول تداعيات الاعتداءات الجنسية التي تعرضت لها نساء في ليلة رأس السنة في كولونيا كتبت صحيفة "نويه برسه"، الصادرة في هانوفر بشمال ألمانيا تقول: "أزمة اللاجئين تهز ألمانيا إلى درجة جعلت الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الحليف الحاكم في برلين، يطالب الدولة بإظهار قوتها. ويبدو أن ألمانيا تقف على عتبة منعطف تاريخي. ولكن ماذا يعني "دولة قوية"؟ فالإجراءات ينبغي لها أن تظهر قدرة الدولة على ضمان الأمن دون أن تستعرض سلطتها. وعلى الدولة أيضا أن تجهز رجال الشرطة بالمستلزمات الضرورية بشكل جيد لأداء مهامهم بالشكل المطلوب. وعلى الدولة القوية أن تتعامل مع الناس على قدم المساواة. كما أن الدولة القوية تحمي مواطنيها من المجرمين، سواء أكان هؤلاء المجرمون يحرقون نزل اللاجئين، أو يوجهون إساءات للنساء. كما أن الدولة القوية ليست بحاجة إلى الغش واللف والدوران وإخفاء الحقائق، بل تقول الحقيقة دوما، حتى وإن كانت بعض الحقائق تثير القلق. فالدولة القوية هي دولة واثقة من نفسها. وعندما تكون كذلك، فإنها تزرع الاطمئنان في نفوس المواطنين." وحول تصرف رجال الشرطة مع أعمال التحرش الجنسي أمام ساحة محطة القطار الرئيسية في كولونيا كتبت صحيفة "نورنبرغر ناخريشتن" تقول: "رغم أن عملية الكشف عن جنسية المشتبه بهم لا تلعب دورا في أغلب تحقيقات الشرطة، إلا أنه في حالة اعتداءات من هذا النوع كان يجب على فولفغانغ ألبرس، مدير شرطة كولونيا، أن يعتمد مبدأ الشفافية في كشف جنسيات الجناة؛ لمنع تداعيات أكبر، خصوصا عندما ظهرت مؤشرات بأن تلك الاعتداءات تدخل خانة الجريمة المنظمة. وكان ينبغي نشر التقرير، الذي أعدته الشرطة في اليوم التالي للأحداث، والذي يسرد بإسهاب تفاصيل الأحداث وجنسيات المشتبه بهم، ليساعد بذلك في تخفيف توجيه سهام الاشتباه العام نحو اللاجئين والمسلمين." أما صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" فتناولت الموضوع من زاوية أخرى وكتبت تعليقا جاء فيه: "ما لا يجدي نفعا فعلا، هي تلك المطالب الجماعية بتشديد القوانين ورفع الشعارات الشعبوية. لكن ما ينفع حقا، هو إظهار الدولة لقدرتها وسلطتها، وأن تحاول عبر السياسة الخارجية فعل كل شيء لوقف تدفق اللاجئين. أما داخليا فتحاول عبر المزيد من القدرة التنظيمية احتواء أزمة اللجوء وتطبيق مبدأ احتكار الدولة للعنف. عملية الاندماج في المجتمع يمكن أن تنجح فقط؛ إذا تم ضمان قبول واحترام منظومة قيمنا. فالمجتمع هو أكثر من مجرد مفهوم الدولة الاجتماعية. وهذا ما ينبغي على الوافدين الجدد معرفته وتقبله." لكن صحيفة "نويس دويتشلاند" اليسارية تسلط الضوء على جانب مهم لقضية أحداث ليلة رأس السنة في كولونيا وكتبت تقول: "السؤال عما إذا كان لأحداث الليلة المرعبة في محطة كولونيا للقطارات أية علاقة بالثقافة الإسلامية، سؤال محق، ومثيرا للجدل في نفس الوقت. بيد أن الأحداث قسمت المجتمع. وحاليا يتم توظيف كارثة كولونيا من قبل دول أخرى كحجة لمنع دخول المسلمين إليها، وذلك خشية حدوث أمر مماثل فيها. وهذا ما صرح به رئيس وزراء سلوفاكيا روبيرت فيكو، والذي أعلن أنه لا يريد قبول وافدين مسلمين إلى بلاده. وشبح الذنب الجماعي، يحوم مجددا في قارة تكمن قوتها في احترام الحقوق الفردية وتمجد ثقافة الخصوصية الفردية. إنه أمر مجنون ينبغي ألا يتحول إلى قاعدة عامة."