لعل اهم ما ساهم في سلاسة الربيع المغربي ، ليغدو استثنائا ونموذجا في الاصلاح في اطار الاستقرار هو هامش الحريات الذي صاحب الترويج لمسيرات 20 فبراير الكترونيا، حتى اضحت لكل تنسيقية صفحة تنشر عليها كل المقترحات وكل الخطوات الفبرايرية، فتجد عليها مواعيد المسيرات وصور المناضلات والمناضلين وكاننا نعيش في بلد عتيد في الديموقراطية وحرية الرأي والتعبير. صفحات غطت كل اللحظات النضالية للحراك في نسخته المغربية، حتى تلك الذي تحول فيها الامن الى قوة قمعية، تصادر بعنف الحق في الاحتجاج وتعتقل بعشوائية مناضلات ومناضلين يمارسون ابسط التمارين الديموقراطية، لتطلق سراحهم او تحيلهم على محاكمات لا يتوفر فيها إلا الحد الادنى من شروط المحاكمة العادلة.. وإلى غير ذلك من الاجراءات التي تعطي الانطباع اننا نعيش انتقالا ديموقراطيا حقيقيا رغم ما قد يشوبه من اختلالات.. وتجعلنا نطمئن على مستقبل الوطن.
هامش الحريات هذا يتعلق بالخصوص بما قد نطلق عليه النضال الالكتروني، الذي لن يتجادل إثنان حول الدور الذي لعبه في نقل هموم الشعب من الافتراض الى ارض الواقع، هو نفس النضال الذي جاء بخطاب 9 مارس، وبالغاء العفو وبالتنديد بطقوس البيعة المذلة.. هو الذي يفضح اليوم التراجعات ويحاسب المسؤولين ويسائل الحكومة.. رغم محدودية افاقه الا انه وبالتاكيد متنفس يريح رواده من ثقل المواجع. .الفضاء الالكتروني اليوم يسمح بنقاشات بناءة ستسهم لامحالة في تغليب لغة الحوار في تدبير الاختلاف، فهو مجال مفتوح امام كل الاصوات، الاصلاحية،الثورية او تلك المطبلة للمخزن وكل من يدور في فلكه..
مجال قرب بين تيارات كانت بالامس القريب تعيش قطيعة مطلقة وجعلها تتفق احيانا حول بعض القضايا او على الاقل جعلها تعلي مصلحة الوطن كل من موقعه وحسب تصوره.
عبرنا اذن جسر 20 فبراير بسلام، خلنا خلاله انفسنا ابطالا ونحن ندون افكارنا على جدران الفيسبوك ونعلن سخطنا على اوضاع البلد واعتبرنا ذلك انتصارا على المخزن وتحديا له..
زمن القمع ولى مع الفيسبوك والمواقع الالكرونية.. لا احد اليوم يستطيع اخراسنا نحن لا نحتاج لتلفزيوناتهم ولا لجرائدهم..نحن اليوم اقوى، او هكذا تصورنا، بصفحاتنا وبعدد متابعيها وجيماتهم وتعليقاتهم..
نحن ابطال هنا وهذه الساحة لنا نهرول اليها كلما ضاق الواقع بنا.. نسكن إليها كلما طردنا من شوارعهم هي لنا وستبقى كذلك..
لكن، وكم اكره هذه الكلمة، فهي تلغي كل ما يسبقها، يبدو ان هناك من يستكثر علينا هذا العالم وبدل ان يخرج قانونا للصحافة يحمي الصحفيين ويكرس السلطة الرابعة ارتأى ان يخرج لنا مدونة مشؤومة لم يجد بها مستبد ولم ياتي بها طاغية..
هذه المدونة، حتى وان لم تمر ولن تمر، ستبقى عارا على من فكر فيها وفي بنودها.. اي عقل هذا يفتي بسجن انسان من اجل فكرة لا يتقاسمها معه؟؟ هل يعلم مهندس القمع هذا ان الملك هنأ السيسي في الوقت الذي يرفع فيه مرشده شارة رابعة؟؟ هل سياحكم الملك؟؟ الن تكون هذه المدونة سببا في زعزعة الاستقرار الذي نتغنى به؟؟ الم تكفيه كل قنوات القطب الاعلامي ''الوطني'' لينقض على قنوات التواصل الاجتماعي؟؟ الهذه الدرجة اصبحت صفحاتنا خطيرة على امنهم القومي واسلامهم السياسي؟؟ سؤال اخير: شكون عمرك علينا ا عمارة ياكما الخلفي؟؟