"الدولة إما مجنونة أو كتحومق علينا"، هذا ما إعتبره محمد ردا على حمل الدولة لسوط طويل إسمه الامن تضرب به المقاهي المغربية التي تروج "لمعسل" وتقدم الشيشة لزبناءها، في حين تقوم الدولة ذاتها بالسماح ببيع المعسل والفاخر وآلة الشيشة. محمد يتساءل أيضا :" واش الدولة يلا بغات تحارب الشيشة خاصها تمشي للقهاوي؟؟" السؤال يفتح ملف شائك في محاربة محبوبة الجماهير المغربية بالمقاهي.
فتناول الشيشة لم يعد يقتصر على المراهقين والشباب، بل وصل حبها إلى قلوب المشاهير من رياضيين وفنانين وسياسيين، وأصبحت تغزوا المنازل والمقاهي، وإن كان ضررها في المقاهي والعلب الليلية يقتصر على الوافدين فقط، فإن ضررها في المنازل أخطر لأنه يهدد صحة الاطفال والامهات، ومحبي "الارجيلة" لن يتوقفوا عن شربها لأن الدولة تحاربها في المقاهي، وأرباب المقاهي لن يتوقفوا عن تقديمها لأنها تدر دخل معقول عليهم.
لكننا الان نجد أنفسنا مضطرين للعودة إلى فحوى سؤال محمد " هل للدولة إرادة حقيقية لمحاربة الشيشة" الجواب أعدته "كود" في الروبورطاج التالي.
الشيشة منين جات وكيفاش وصلات للمغرب.
المغرب هو من أواخر الدول الذي وصلت إليه الشيشة، حيث أن وصولها ساهمت فيه شركات التبغ، في الوقت الذي لا يعرف لحد اليوم الاصول الحقيقية للشيشة، حيث ينسبها البعض إلى الهند، بينما يرى آخرون أنها عربية مائة بالمائة، لكن الفضل في إنتشارها بالشكل الحالي يعود للدولة العثمانية التي صدرتها لجميع مستعمراتها، وبما أن الاتراك لم يستطيعوا إحتلال المغرب بسبب قوة السعديين، وتوقف زحفهم عند الجزائر فإن "الارجيلة " لم تكن لهذا السبب متداولة بالدولة المغربية.
أما وصولها إلى المغرب فقد جاء بعدما أصبح المغاربة يعرفون الشيشة ويحفظون أسماءها المتعددة عن ظهر قلب، وذلك من خلال الافلام المصرية التي جعلت الفتوة والعمدة مقرون دائما بالشيشة، وبمجرد وصولها أصبحت "النرجيلة" نبتة شعبية تباع بمحلات البقالة وبعدة نكه، ها النعناع ها التفاح هي لفريز... حيث لم تمضي سوى سنوات على ظهورها حتى تحول الشعب المغربي إلى مطالب برأس الشيشة لأنها أفسدت القاصرات، وتسببت في خسارة المنتخبات، وضيعت الشباب.
الاضرار القاتلة للشيشة
تشير دراسة لمنظمة الصحة العالمية أن تدخين الشيشة لمدة تتراوح بين 20 دقيقة إلى 80 دقيقة تعادل ما مقداره تدخين 100 سيجارة إلا أن كميات السموم التي يستنشقها المدخن من الشيشة أخطر بسبب الفحم الذي ينتج ثاني أسيد الكربون.
مخاطر الشيشة تعد أكبر حسب منظمات دولية، لكون المراهقين والشباب يعتبرون أنها ليست مثل السجائر لذلك يقبلون على تناولها بشراهة الامر الذي يجعل المضاعفات الصحية تظهر عليهم في سن مبكر.
وتعتبر من بين أكبر المخاطر التي أشارت لها الدراسة هي تسريع ظهور السرطان مثل السجائر، بالاضافة إلى العجز الجنسي وأمراض الرئة والفم والحنجرة. مشاهير يحبون الشيشة
العديد من المشاهير المغاربة والعالميين غزت صورهم مواقع التواصل الاجتماعي وهم يدخنون الشيشة، الامر الذي جر على بعضهم مشاكل لا زالت تتبعه لحد اليوم، مثل الرياضي مروان الشماخ الذي إعتبر إستعماله الكبير للشيشة من الاسباب التي ساهمت في تدني مستواه بالآونة الاخيرة.
توفيق الكريمي وهو أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر أن تدخين اللاعبين للشيشة أمر مخزي، بينما إعتبر أن الشيشة من أخطر المدخنات التي يدمنها المشاهير، مقللا من خطورة الخمر والسجائر أمام الشيشة. ويرى توفيق أن إدمان المشاهير على الشيشة وظهورهم في صور توضح تدخينهم لها، هو أمر سلبي للغاية سيما أنهم قدوة لملايين المراهقين، الامر الذي يعطي إنطباع بأن الشيشة غير مضرة، بالاضافة إلى حب الاقتداء بهؤلاء المشاهير من طرف المراهقين.
أحمد كان له رأي مغاير في القضية قائلا :" سي توفيق نتا درتي بحال هداك لي قالولو كول هاد الطرف ديال لحم الحلوف راه واعر قاليهم لا منقدرش حيت حرام، وهز الكاس ديال الويسكي وهبط عليه فدقة" وأضاف أحمد أنه لا يجب التقليل من خطورة السجائر أو الخمر على صحة الانسان مقابل تضخيم مخاطر الشيشة، في حين تساءل :" علاش زعمة الإخوان الدولة كتحارب الشيشة في الاماكن العمومية ومتقول تا حاجة على القاصرات المدخنات للماربورو؟ واش زعمة هاد الشيشة بوحدها لي فسدات الشعب؟".