بعيد احداث 11 شتنبر 2001 زرت مدينة مولمبيك تقع ضاحية بروكسيل عاصمة بلجيكا. كان الارهاب في بدايته. قبل سنة تقريبا من هذا التاريخ كنت تعرفت على مسرحيين من كلية الاداب التابعة لجامعة محمد الاول بوجدة خلال مشاركتهما بمهرجان المسرح الجامعي الدولي بالدار البيضاء. طالبان قررا لحريك في بلجيكا. كانا مقبلين على الحياة بشكل كبير. عزيز عليهم النشاط ولقصاير. استغلا تواجدهما ببلجيكا لتقديم عرض مسرحي فقررا رفقة اخرين المكوث بالعاصمة البلجيكية بروكسيل. شهران بعد وصولهما بدأ سلوكهما اليومي يتغير تدريجيا ومعه خطابهما. المسجد وصلاة الفجر اضحت من الطقوس اليومية الممارسة رغم انهما ما عمرهم دارو جبتهم على الارض. شوية بشوية ولاو كينعزلو. مدينة مولمبيك شكلت فضاء ملائما لهذه العزلة. مقاهي قبل 15 سنة مخصصة للرجال فقط ومشاهداتهم الا غير البلجيكية. الشابان اختارا ما يشبه كهفا للاقامة فيه. بيت فلاكاف. حياتهما الجديدة كمهاجرين سريين تلائم ذاك لاكاف. لم يعد ارتباط بهما منذ تلك الفترة لكنني لم اصدم وانا اتابع اليوم ما تعيشه تلك المدينة اللي عندها توأمة مع مدينة وجدة. كل شيء فيها يشكل تربة خصبة وبزاف لاخراج بعض المتطرفين. اليوم كل القنوات الاخبارية تتحدث عنها. اتضح ان تنفيذ مجزرة باريس ليلة الجمعة والتي خلفت لحد الان 132 قتيلا وقرابة 350 جريحا تمت بهذه المدينة. السيارتان التي استعملهما الارهابيون الثمانية تم كراؤهما بمولمبيك، حتى منفذو العمليات الارهابية كانوا في اغلبيهم بهذه المدينة. قبل هذه العملية كانت محاولات ارهابية اخرى كالهجوم على المتحف اليهودي ببروكسيل وعملية طاليس الفاشلة. كما ان اول عملية انتحارية بسوريا قامت بها سيدة من مولمبيك. من قام بهذه العمليات اقام بنفس المدينة التي يبلغ عدد سكانها حسب احصائيات 2008 قرابة 84 الف نسمة غالبيتهم من بلجيكيون من اصول مغاربية وفي مقدمة الجنسيات المغاربة. 25 بالمائة من مجموع سكانها اجانب. تتوفر على اعلى نسبة بطالة في المنطقة. لنعد الى المغرب الذي يهمنا. فقد عانت المملكة المغربية كثيرا من ارهابيين خرجوا من تلك المدينة. وتقدم لكم "كود" اشهر الاسماء المحكوم عليها في قضايا لها علاقة بالارهاب وهم من ابناء مولمبيك: عبد القادر بليرج: محكوم عليه بالمؤبد: من قياديي "الاختيار الاسلامي" الذي كان اندثر منتصف التسعينات بعد قرار اتباعه العمل في العلنية والقطع مع السرية. في التسعينات ادخل بلعيرج اسلحة الى شمال المغرب لدعم الجماعات الاسلامية الجزائرية. حينها انتقل الى تنظيم اخر هو "منظمة المجاهدين المغاربة" التي كان يشرف عليها عبد العزيز النعماني. خطورة بلعيرج هو انه التقى كذلك سنة 2001 محمد الكربوزي زعيم الجماعة المغربية المقاتلة واثير موضوع قلب النظام معه كما التقى اسامة بن لادن عبد اللطيف بختي: شريك بلعيرج ادين بعشرين سنة سجنا ومتورط في تمويل الارهاب. قام بسرقات كثيرة منها سرقة بنك "برينكس" بمنطقة كيلهن بلوكسمبروغ والاستيلاء على 17.6 مليون أورو، اعتقل في مطار محمد الخامس الدولي، قبل أن تنقله عناصر من فرقة التدخل السريع إلى تمارة لمباشرة التحقيق معه. ادخل الى المغرب سنة 2001 قرابة 30 مليون درهم واستثمرها في مشاريع لتمويل الارهاب محمد الرحا وخاله الزموري خلية الرحا التي حكم عليه بداية 2008 بعشر سنوات على محمد الرحا وخاله احمد الزموري وخالد ازيك وكانت تضم حسن علوان وابراهيم بنشقرون واخرون تهمهم "تكوين عصابة إجرامية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام وجمع أموال بنية استخدامها في ارتكاب أعمال إرهابية والتحريض عليها وإقناع الغير بها" وهناك اسماء كثيرة متورطة في افعال ارهابية تنحذر من هذه المدينة الفقيرة التي تفتقر الى خدمات كثيرة.