سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنقذنا يا عزمي بشارة من البربر، إنهم يضطهدوننا ويمنعوننا من أن نكون عربا! يا شرذمة، يا متعصبين، يا أقلية عنصرية، يا حركة أمازيغية، تكرهون العرب وتنكرون أصلكم، وأنتم الذين جئتم من قطر عن طريق الحبشة
لا عليك يا عزمي بشارة. أيها الدكتور الشاشاتي والمفكر الفضائي التلفزيوني . فالأمازيغ غير موجودين. مجرد اختراع فرنسي. وقد كانوا عربا ثم تبلبلت لغتهم. وأصلهم من الدوحة. ولذلك هي فارغة اليوم ويسكنها الأجانب والصحفيون ولاعبو الكرة والإخوان المسلمون والسلفيون، والقوميون الذين لم يعد لهم وطن، وإذا صح أنهم منعوك من إلقاء محاضرة في جامعة ابن زهر بأكادير فلأنهم يجهلون هويتهم العربية الإسلامية، ويجهلون أنهم عرب أقحاح، وخليجيون، وإخوان مسلمون أيضا. لا أحد ينور الأمازيغ في المغرب، ويحدثهم عن أصلهم القطري، وقد جئت لتدرسهم في مركز أبحاثك، فرفضوا قدومك واعترضوا عليك بتحريض من قوى الاستعمار. الحقيقة قاسية والعلم لا يجامل، وأنت مفكر تلفزيوني وشاشاتي ودكتور فضائي، لكن الأمازيغ مجرد شرذمة تعادي العرب والفكر البشاري القطري، لذلك لن يقتنعوا بالمعطيات التي تتوفر عليها عن أصلهم وهويتهم العربية. أنت أيضا كنت تعتقد أنك ماركسي وقومي وفلسطيني، وبالبحث والتجريب والتحري الدقيق، اكتشفت هويتك الحقيقية وأنك مع أن يحكم الإخوان العالم العربي، واكتشفت فضائل الإسلام السياسي، وأن نخضع جميعا لمعهد الدوحة للدراسات العليا، ولقطر، ولعاصمتنا الجديدة، وأن نصير كلنا نسبح بحمد دولتك العظمى. المشكل أن الأمازيغ نسوا لغتهم وهويتهم العربية في الطريق، حين كانوا قادمين إلى المغرب، وحين تصارحهم بهذه الحقيقة يغضبون، ويحتجون على قدومك إلى عاصمتهم. يا شرذمة، يا متعصبين، يا أقلية عنصرية، تكرهون العرب وتنكرون أصلكم وأنتم الذين جئتم من قطر عن طريق الحبشة ومصر. في منتصف الطريق، هاجمكم داء النسيان الذي يسببه التعب والعطش، ولما صعدتم إلى الجبال، صارت لكم هذه اللغة التي نسمعها اليوم، تماما كما حدث للأكراد. لكنك جريء وشجاع ومفكر ولا تخاف في قول الحق لومة لائم، وحين طلبوا منك في الجزيرة أن تحللنا، استغربت من وجود الأمازيغية في الدستور، ورفضت وجود رافد عبراني، ورفضت أن نذكر بالاسم الثقافة الحسانية، وأردتنا مثل قطر ومثل دول الخليج، لنسهل على مركزك بحوثه ودراساته القيمة، ولتجمعنا في سلة واحدة، مع العرب، ولتتقاضى المال دون عناء. لكن، قل لنا، من هذا المغامر الذي استضافك، وأين، في أكادير. من هذا الشخص الذي أراد الإيقاع بك وتوريطك، وجاء بك لتوقيع اتفاقية تفاهم بين جامعة ابن زهر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة. من هذا الشخص الذي قلت إنه ظل يلح عليك وأنت تتمنع وتعتذر في كل مرة. ولو سألت المشتغلين معك في المغرب، لكانوا حذروك من الاقتراب من أكادير، لأن وجودك فيها يغيظ الناس، الذين استكثرت عليهم أن يعترف الدستور بهويتهم ولغتهم وثقافتهم. ورب ضارة نافعة. وهي فرصة كي تعرف المغرب الذي تجهله، وأن لا تستسهل الكلام وتطلقه على عواهنه، من على فضائية الجزيرة، وأن تتعلم فضيلة الصمت. فليس مطلوبا منك أن تفهم في كل شيء. ليس مطلوبا منك أن تغامر وتحلل أشياء تجهلها. المغرب بعيد ومعقد وليس واضحا، ونحن الذي ننتمي إليه، يستعصي علينا، ويفاجئنا، فما بالك أن يفهمه، شخص يعيش في الدوحة، ويفكر من أجل سواد عيونها، ولا يتردد ويصف نفسه بالمفكر، رغم أن المفكرين يخافون من هذه الكلمة ولا يحبونها، ولم تعد موضة، وسقطت مع سقوط اليقينيات، بينما أنت لا تخجل من استعمالها، وتفكر من الدوحة، بعيدا عن العالم وعن الحياة وعن الناس، وعن الثقافات والمجتمعات التي تغلي، وليس أمامك إلا السيارات الفارهة وناطحات السحاب والضب والرمال والريح والعمال الآسيويون. فلا ترضخ لهم يا بشارة أنا متأكد أنه لم يمنعك أحد، ولم يطردك أحد المغرب لنا نحن العرب وهؤلاء مجرد شرذمة فقدت هويتها في الطريق، وضيعت لغتها ولسانها وأصلها في رحلتها الطويلة إلى بلاد المغرب وصارت تبربر وتبلبل، بعد السقوط الأول من أعلى برج بابل. وهي الآن تروج الشائعات وتتبجح وتقول إنها ردتك إلى الدوحة نحن جميعا ننتظرك ومشتاقون إلى فكرك أيها العبقري يا فلتة زمانه لا تتخلى عنا لا تتركنا عرضة لتلك الأقلية المتعصبة يستغلون غيابك ويمزغوننا انقذنا منهم يا عزمي بشارة يا عقبة بن نافع افتحنا واهزم البربر وين العرب وين الملاييين لا تتراجع إنهم يتحالفون مع الروم وجامعة ابن زهر محاصرة والبحر من ورائنا والعدو أمامنا و لا طارق بن زياد لنا يتكلم العربية بطلاقة ويخطب بفصاحة يحسده عليها جدنا الأول يعرب بن قحطان ويحرق السفن أسرع أسرع يا دكتور يا مفكر يا آخر مدافع عن العروبة الأمازيغ يقتلوننا وخليفتنا يتفرج في باري سان جرمان وأمراؤنا يغازلون رونالدو النجدة النجدة يا عرب مفكرنا الكبير محاصر في السوس الأقصى والبربر بمساعدة الروم الجدد يروجون حوله الأكاذيب ويتحدثون عن أشياء لم تقع أصلا وينكرون أصلهم ويسيئون إلى مفخرتنا الذي لولاه لما صار الفكر يشتغل في الصحافة ويظهر في التلفزيون ويتحدث عن كل الأشياء بما فيها تلك التي لا يعرفها لكنه، وبتأثير المال يشبعها دراسة وتحليلا فترضخ له وتستسلم وتتعرب وتتخلجن.