تحاشى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، الجلوس بجانب محمد بوسعيد وزير المالية، في منصة اللقاء الدراسي الذي نظمته فرق ومجموعات الأغلبية مساء اليوم بمقر مجلس النواب بالرباط، وطغت لغة حشيان الهضرة بين بنكيران ووزيريه من الأحرار محمد بوسعيد وأنيس بيرو. ففي الوقت الذي نسب فيه محمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية في عرض ألقاه في اللقاء المذكور المؤشرات الإيجابية للاقتصاد الوطني ل"إصلاحات باشرتها الدولة قبل الحكومة، وإصلاحات للحكومة"، معتبرا أن قانون المالية لسنة 2016 يعكس نموذجا تنمويا خاص بالمغرب وعليه الجميع ان يتملكه، أكد بنكيران أن "ما عرفه المغرب خلال 4 سنوات الماضية لم يكن سهلا، تحقق فيه الأمن والاستقرار والنشاط السياسي والانجذاب للسياسة"، مؤكدا ان عددا من الاصلاحات من إنجاز حكومته، مفضلا الإجابة على بوسعيد بنكتة وصفها ب "الحامضة" باللغة الفرنسية، تتحدث عن قسم الولادة بالمستشفيات المنسوب للأمومة الذي احتج عليه احد الاباء معتبرا أنه يجب أن يسمى أيضا باسم الأبوة حتى يكون للآباء على الأقل دور في عملية الولادة. وأضاف بنكيران، أن عددا من الإصلاحات تنسب فعلا للحكومة منها إصلاح المقاصة، وإصلاح المكتب الوطني للكهرباء والماء، وأيضا إحالة عدد من القضاة ورجال الأمن على القضاء بسبب مخالفات ارتكبوها، مشددا على أن "المغرب في طريق ديمقراطية حقيقة، وبات دولة صاعدة، والجميع ينظر إليه كنموذج في تدبير الاختلاف، ونموذج في عدم الاقصاء، ونموذج للديمقراطية في وقت ما يزال فيه سؤال الديمقراطية في الوطن العربي غير محسوم". وقال بنكيران إنه وحزبه مستعد لتلقي الضربات لأن السياسة حسب تعبيره هي "أن تكون مستعدا لتلقي الضربات"، مضيفا أنه "رغم الجراحات ها نحن نقف أمامكم كأغلبية، لأن بقاءنا مجموعين في مصلحة المغرب". أنيس بيرو الوزير المنتدب المكلف بالهجرة والذي كان انتقل من الرباط الى الراشيدية لمنع زميله السابق في الحكومة لحبيب الشوباني من رئاسة جهة تافيلالت٬ اختار في كلمة نيابة عن صلاح الدين مزوار رئيس التجمع الوطني للأحرار، أن يرد على بنكيران كاشفا عن عمق الخلاف بين الأحرار وبنكيران، بقوله "المدير اللي كانقولو ليه نعام نعام فالأخير كايخرج فالحيط"، مشيرا إلى أن التدافع والمنافسة جيدان للمشهد السياسي، داعيا بنكيران إلى "التجاوز" بعد أن صحح له هذا الأخير خطأ لغويا.