القيامة قامت في تمارة و الصخيرات . لقد وقعت الخلية التي تهدد أمن الدولة في الشباك و القي القبض في حالة تلبس على مجموعة من الفتيات بائعات الهوى و صديقات و خليلات و بنات الشارع و بنات العلاقات العابرة في حالة تلبس في الفراش الحرام في فندق.. الفنادق للنوم فقط هكذا خلقها الله ,,للنوم و التغوط و أخذ حمام و فطور لا غير و بدون إضافات..
الزيادة من رأس الأحمق يقول المثل و من رأس الفاسقين الفجرة عديمي الأخلاق والتربية الحسنة العفيفة الطاهرة المصونة و المحفوظة بالسبع المثاني التي تسهر الدولة على صيانتها..
الحمد لله أن لنا دولة تربي و تعطي العصا لمن عصى إذا زاغت النوايا في الفنادق للممارسة الفاحشة و تقبيل نساء و النوم معهن في فراش واحد أو بدون فراش و تكون الوضعية أفضل ..
متى كانت الفندق مكانا لأخذ قسط من اللذة..
الراحة نعم أهلا و سهلا يا مرحبا . أدفع و نم قرير العين بلا زيادة و نقصان.. النوم مع أشياء أخرى لا ثم لا..هذا يسمى الاكسترا في قاموس الفنادق و التكفلات ..و الاكسترا حرام يعاقب عليها القانون الجنائي المغربي و تتحرك الشرطة و رجال الأمن في منتصف الليل و في الفجر و باحترام المساطر و القوانين و بموافقة من النيابة العامة ..
تصوروا كم هي الدولة حريصة على أخلاقنا الحميدة حين الأمر يتعلق باللبيدو و الجنس و إيلاج الايور أو بدون أيلاج ..لا يهم البحث البوليسي و القضاء له كل الكفاءة للتحقيق و البحث هل حصلت الفاحشة أم أقتصر الأمر على حركات تسخينية فقط .
هل كانت الجلسة الحميمية في غرفة في فندق إخلالا بالأخلاق الحميدة أم هي جلسة عمل عادية لا يعاقب عليها القانون.. القانون المغربي متسامح ..
لماذا تسمى المغامرات الجنسية خيانة؟ الخونة الحقيقيون معروفون..
كلمة الخيانة الزوجية قضية تقشعر لها الأبدان و يشيب لها الولدان..كلمة ثقيلة في الميزان و في المعنى.
الأفضل أن نبحث في اللغة عن مقابل آخر للخيانة.. الخيانة مجالها و دلالاتها ثقيلة جدا..
طيب أوكي..و هل العادة السرية ممكنة؟ العادة السرية ممكنة و مسموح بها بينك و بين الله. لأنها لا تخدش الحياء العام و النظام العام و ليس فيها أي إخلال بالأخلاق الحميدة التي تربينا عليها..كل شعوب العالم تمارس العادة السرية و بحسب دراسات علمية من علماء مشهود لهم فهي تدريب صحي و عملية مفيدة للروح و الشرايين و القلب و علاج للاكتئاب..
مسموح لكم يا نزلاء الفنادق في المغرب بالعادة السرية لكن ما عدا ذلك شيئا أكثر فلا تحلموا به ..
يبننا و بينكم القانون و البوليس و المحاضر و التحقيقات و الكوميساريات و السجن و نميمة الناس و أخبار الصفحات الأولى في الصحافة ..
نحن بلد حداثي ديمقراطي كما يقول سياسيون فطاحل في ثرثرا تهم و إنشائيا تهم..
الحداثة و الحرية و الحياة الخاصة لها عندنا طعم خاص و خصوصية محلية و استثناء مغربي ..
نحن بلد المفارقات..تعودنا عليها حتى أننا لم نعد نهتم بها أو نناقشها.هي مسلمات..لا حق لك في الحياة الخاصة إلا بما يجود به عليك الفقيه..
أن تسافر مئات الكيلومترات أو تصعد إلى الجبل و تعزل نفسك في سرية تامة و تتفادى الناس و المجتمع و تهرب من نفسك و من كل شيء و تأخذ غرفة في إقامة أو فندق حقير أو فندق راق و تبحث عن لحظة إنسانية و متعة هاربة في احترام و هدوء و خشية و حب و صمت و أدب ..كل هذا لا يعفيك من أنك متهم محتمل و يمكن في أي لحظة أن يلقوا عليك القبض و يشوهون صورتك الجميلة التي صنعتها من يوم ولدت ..
المواطن الصالح هو من لا يدخل فندقا سوى مع محرم مثلما لدى قريش في السعودية..في مكة و المدينة الحالة متدهورة في بعض الاقامات ممنوع عليك الإقامة في غرفة مشتركة و لو مع زوجتك و أختك أمك و أبنتك..
هنا في بلدنا الذي ظل قرونا طويلة بلد الانفتاح و التعدد تعود الناس على أخذ عقد الزواج قبل السفر لأنهم يتعرضون لمضايقات بليدة متخلفة..أين العقد يسألك موظف الاستقبال في الفندق؟
و هو السؤال الذي يغيب في حالة مرافقة رجل و ليس امرأة؟ المشكلة مع الأنثى فقط. مع أن الجنس يمكن أن يمارس بين رجلين آو بين أمراتين سحاقيتين .. الضجيج و أحداث الضوضاء و الفوضى و التحرش بالجيران و إلحاق الأذى بالناس في فندق أو مسكن أو حي مسألة محسوم فيها .و لا يتناطح حولها عنزان..
منطقي جدا أن يعاقب القانون المخالفين و المعتدين.. هذا هو المطلوب. أما خلوة مع امرأة بدون ضجيج و باحترام للأعراف فهي قضية خاصة شخصية على القانون أن يرفع يده عنها..
هي مسألة بينك و بين مولاك ..
السلطة التي تترك اللصوص و قطاع الطرق و المنحرفين و ذوي السوابق و القتلة يرهبون الناس على أمتار من مراكز الشرطة هي نفسها التي يتحرك فيها الضمير المهني لاقتحام غرف النوم على المواطنين دافعي الضرائب؟
أين يكمن المشكل إذا قام شخص بخلوة مع امرأة بكامل رضا الطرفين ؟
هل قامت الدولة بدورها كاملا فيما يتعلق بالصحة و المدرسة و السكن و الأمن؟ أنهت كل شيء و لم يبق لها سوى إلباس الناس حزام العفة و مراقبة ماذا يفعلون في الخلوة . خلوة غير مشروعة و مهددة لاستقرار البلاد و قضاياه الكبرى و أمنه القومي..
كثير من الناس العزل المساكين و جدوا أنفسهم في السجون و راحت أسرهم في الشتات و الضياع و شرد الأبناء بسبب قوانين تتجسس على الحياة الجنسية للمواطن.
لماذا لا تمنع هذه الدولة نفسها المواسم و المهرجانات التي تقام هنا و هناك و هي تكاد تكون كلها ملتقيات للفرجة و النشاط و اللعب والمتعة و الجنس طبعا.. الجنس الذي يمارس كحق طبيعي في المواسم يمنع في فنادق و أماكن أخرى و المنع يبقى سلطة تقديرية مثل سيف ديمقليطيس في يد السلطة ..