قال الجنرال الأمريكي جيمس جونس، المستشار السابق للأمن القومي لدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن زيارة العمل التي يقوم بها الملك محمد السادس إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، بناء على دعوة من الرئيس باراك أوباما، فرصة للزعيمين لبناء تحالف تاريخي، مشيرا إلى أن تطور السياسة الاستراتيجية الخارجية بين الرباطوواشنطن يقدم إشارات على القدرة على التكامل بين البلدين. ويضيف الجنرال الأمريكي أنه من "وجهة النظر الأميركية، من الواضح، ومنذ وقت بعيد، أن الولاياتالمتحدة لا يمكن لها ولا تسعى إلى فرض حلول لصراعات إقليمية داخلية، كما يبدو واضحا أيضا أنه على واشنطن أن تواصل تشجيع الحل السلمي للنزاعات، فضلا عن تشجيع ديناميات الإصلاحات، في ظل الدفاع عن أمن وسلامة أراضي الدول الحليفة».
ويؤكد الجينرال، في تحليل صدر، اليوم الثلاثاء (20 نونبر)، في مجلة «هيل»، تحت عنوان «السيد الرئيس أوباما، اغتنم الفرصة مع الملك محمد السادس»، أنه "من خلال فهم أهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ينبغي اختبار، بعناية شديدة، النهج الجديد للنظام الإيراني مع المجتمع الدولي، والمضي قدما بشكل حاسم في عملية السلام لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتعزيز التعددية والتسامح في منطقة الشرق الأوسط في مرحلة ما بعد الثورات". ويضيف التحليل، الذي وقعه كل من الجنرال جيمس وأحمد الشرعي، العضو في مجالس إدارة عدة مراكز تفكير أمريكية، أنه "في مقاربة مختلفة، من الضروري التعاون مع حلفاء الولاياتالمتحدة الذين تربطهم بها علاقات متينة منذ عقود في المنطقة"، مضيفا أن "نهج المغرب يتماشى تماما مع الرؤية الأمريكية للمنطقة، بما في ذلك المكانة الدولية للملك محمد السادس والاحترام الكبير الذي يحظى به جلالته من الأطراف الفلسطينة الإسرائيلية المتصارعة، إضافة إلى ترأسه للجنة القدس، وهو تحالف واسع بين الدول العربية والمسلمة، والتي من خلالها يظهر الملك دائما مؤيدا قويا للحقوق المشروعة للفلسطينيين".
وذكر كاتبا التحليل أيضا أن "الملك الراحل محمد الخامس، جد الملك محمد السادس، أظهر موقفا تاريخيا ومثاليا، حينما حمى حوالي 265 ألف يهودي مغربي، في مقاومته للنازية وقوانين فيشي"، إضافة إلى أنه "بفضل القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، تمكنت المملكة من القيام بجهود مهمة فيما يتعلق بتعزيز قيم التسامح، في ظل إصلاحات داخلية جوهرية وحيوية، التي هي نموذجا لدول عربية أخرى في منطقة الشرق الأوسط".
ويضيف التحليل أن "الولاياتالمتحدة تتمنى أن ترى جميع الدول العربية تتحرك نحو مشاركة سياسية أقوى ونشر السلام الاجتماعي من خلال خطة الولاياتالمتحدة الموجهة إلى المجتمع المدني، التي تنطوي على الخبرات التي تراكمت لدى المغرب في هذا المجال"، زيادة على أن "الرئيس أوباما والملك محمد السادس يتشاركان في الأفكار التي تتجاوز النظرة إلى العالم العربي في تصميمها التقليدي، في بيئة دولية تتسم بأزمات اقتصادية وتفاقم فجوة التنمية بين البلدان"، تضيف المجلة، مؤكدة أنه "في إفريقيا، خاصة، الزعيمان متفقان على أن الخط الوهمي الفاصل بين الشمال والجنوب فقد كل معنى في عصر العولمة وتطور وسائل الاتصال والنقل، والزعيمان يؤمنان باعتقاد راسخ بأن الكفاح ضد التطرف الديني في المنطقة لا يتطلب التعاون الأمني فحسب، ولكن أيضا استراتيجية لتطوير الكفاءة".
وواصل كاتبا التحليل بالقول إنه في مجال إقامة شراكات من أجل خدمة التنمية للشعوب الإفريقية، "للمغرب حجج وتقيم إيجابي إلى حد كبير"، ف"اليوم، القطاع المصرفي المغربي موجود في كل مكان في القارة الإفريقية، والجيل الجديد من رجال الأعمال المغاربة يستثمرون في قطاعات مختلف، بدءا من كهربة المناطق القروية، وصناعة الأدوية ومنسوجات، وأمور أخرى"، تلاحظ الصحيفة الأميركية.
وانتهى التحليل إلى القول: "يبدو أن النقاط المهمة في الاستراجية المغربية والأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الساحل، على وجه الخصوص، ستجعل من اجتماع القمة بين جلالة الملك والرئيس أوباما ناجحا، وسيتم قطف ثمارها في شمال إفريقيا والشرق الأوسط في مفهومه الواسع".