في الوقت الذي تُعرض الميزانيات الفرعية للوزارات على اللجان القطاعية للبرلمان للتدقيق فيها، ويمثُل أمامها الوزراء للدفاع عن حاجة قطاعاتهم فعليا إلى تلك المبالغ الضخمة، شكلت ميزانية وزارة الثقافة مجددا "الإستثناء"، لما نحت مداخلات نواب نحو إبداء نوع من "الشفقة والتضامن" مع وزير الثقافة، لهزالة المبالغ المرصودة لقطاعه. وفي هذا الصدد، ناب النائب المعارض سمير بلفقيه (حزب الأصالة والمعاصرة)، عن محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة، في الاحتجاج على الحكومة، والترافع ضد هزالة ميزانيتها، فقال المتحدث إنه "بات من المعروف أن حكومة بنكيران، تحتقر الثقافة وتتجاهل التاريخ والإرث المشترك لكافة المغاربة.. فقد أصيب هذا القطاع بالوهن وانتصر عليه الإحباط وفقد الأمل، ويكفينا دليلا على ذلك، إمعان النظر في أرقام ميزانية هذا القطاع التي تشعرنا بنوع من البؤس الحقيقي"، إلى درجة أمست معها الثقافة، حسب المتحدث "جسما مريضا يحتاج إلى إجراء عملية جراحية مستعجلة بغاية انتشاله من الموت المحقق". النائب الذي كان يتحدث بحضور الأمين الصبيحي، نهاية الأسبوع، في اللجنة المختصة بالثقافة في مجلس النواب، صرخ في وجه الوزير الصبيحي قائلا له:"إنكم تتحملون جزءً كبيرا من المسؤولية فيما يخص هزالة هذه الميزانية ما دمتم تعترفون بأنكم لن تحققوا بواسطتها طموحاتكم وأهدافكم"، وأضاف معاتبا الوزير: "كان بوسعكم أن تحتجوا على بنكيران في هذا الشأن ليرفع لكم من الدعم أو ترفضوا تحمل المسؤولية"، خاصة "وأن الأمر يتعلق بأحد المقومات الجوهرية للمجتمع المغربي الذي يعتز بعراقة حضارته وهويته المتعددة والمنفتحة".
سمير بلفقيه، توقف في مداخلته، عند 100 مليون سنتيم التي خصصتها وزارة الثقافة لتفعيل أحد الركائز الأساسية المعلن عنها فيما تسميه ب"استراتيجية المغرب الثقافي"، وهي مسألة "الدبلوماسية الثقافية" التي يتغيى من ورائها تطبيع العلاقات الثقافية مع سائر أقطار العالم، فأكد النائب المعارض على أن الأمر يمثل "قمة السخرية والضحك على الذقون"، وقال إن "هذه المائة مليون سنتيم لن تكون كافية سوى لسد مصاريف رحلة واحدة يقوم بها أطر وموظفو وزارة الثقافة إلى اسطنبول للوقوف على أهمية الشأن الثقافي ومساهمته في تنمية البلاد والاستفادة من كل ذلك".