ألكسيس أكواجيرام وجوليا بايني أبوجا رويترز///// لو أن أحدا يصدق إدريس ديبي رئيس تشاد فإن أبوبكر شيكاو زعيم جماعة بوكو حرام المتشددة في نيجيريا قد مات. وبعد تقارير عديدة عن رحيل شيكاو- الملتحي الذي تحيط به دائما أحزمة طلقات الرصاص- سرعان من تليها مقاطع فيديو للرجل وهو يلوح بأسلحة آلية ويهدد بأعمال عنف ضد الدولة النيجيرية فإن المحللين والدبلوماسيين يتعاملون بحذر مع المزاعم. لكن هناك عاملين يزيدان التخمينات العادية إثارة حول قيادة الجماعة التي قتلت آلاف الأشخاص منذ بدأت قبل ست سنوات مساعيها لإقامة خلافة إسلامية في شمال شرق نيجيريا. أولهما أن شيكاو الذي لم يعرف عنه الابتعاد خجلا عن أضواء الكاميرات لم يظهر في أي فيديو منذ ستة أشهر وهو أمر أثار احتمال أن يكون قد أصيب أو قتل بالفعل في هجمات شنتها قوات نيجيرية وتشادية وكاميرونية. والثاني أن ديبي حدد بالفعل من يكون خليفة قائد الجماعة. رغم أنه لا يعرف سوى القليل عن الخليفة الذي عرفه ديبي بأنه محمد داود فإن في هذا دلالة بأنه حتى لو لم يكن شيكاو قد قتل فعلا فقد يكون له منافس على القيادة. وبجانب الخسائر التي تمنى بها الجماعة في ميدان المعركة فإن الخلافات في بوكو حرام بشأن دخول مفاوضات مع أبوجا أو إعلان الولاء لمجموعات جهادية كتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق تشير لما يعتقد أنها خلافات عميقة. وقال رودي باركلي المستشار الكبير لشؤون أفريقيا في مركز كونترول ريسكس "بوكو حرام كانت دائما عبارة عن تجمعات لوحدات ليس للقيادة المركزية عليها سيطرة كبيرة أو نفوذ. "يرجح أن يتسبب الضغط العسكري الإقليمي في نشوء هياكل لقيادات متفرقة رغم أنه لا يزال من الصعب القطع إن كان تغيرا في القيادة قد حدث بالفعل." *"قطع الرأس" يبقى الاحتمال بأن يكون ديبي وهو قائد إقليمي عرفت عنه الشراسة وجاء للسلطة في انقلاب عسكري عام 1990 ونجا من محاولات عديدة للإطاحة به يسعى لإشعال الموقف بالترويج لفصيل على حساب آخر. وقال ديبي الذي حول معركة تشاد مع بوكو حرام إلى معركة شخصية بينه وبين شيكاو "قطعنا رأس بوكو حرام. أعتقد أن بوكو حرام ستنتهي بنهاية 2015." وأضاف ديبي أن الزعيم الجديد داود شخص منفتح على فكرة التفاوض مع أبوجا. ويقول محللون ودبلوماسيون إن القليل المعروف عن داود يشير إلى أنه وشيكاو لا يتفقان لاسيما في قضية العنف المتطرف الذي قامت به بوكو حرام تحت قيادة شيكاو. وقال دبلوماسي في أبوجا "ربما يكون إجراء تكتيكيا لإظهار قدر من الشقاق داخل بوكو حرام. هذا الرجل داود لم يخض قتالا أو يقترب من جماعة شيكاو." وقال فولان نصر الله المحلل الأمني النيجيري إنه يعتقد أن داود عمره 38 عاما وإنه ابن لأب عربي وأم تشادية واشتهر بتعليمه الإسلامي والتزامه بالمبادئ التي وضعها مؤسس التنظيم محمد يوسف. وجماعة يوسف سلمية إلى حد كبير وتدعو لحكم الشريعة وتعني كلمة بوكو حرام أن "التعليم الغربي حرام" باللغة المحلية. لكن التنظيم تحول إلى العنف في 2009 الذي سرعان ما تحول إلى تمرد شامل بعد مقتل يوسف وهو في قبضة الشرطة. ومنذ ذلك الوقت قتل الآلاف وشرد أكثر من مليون شخص على يد المتشددين الذين سيطروا منذ بداية العام الحالي على منطقة تعادل في مساحتها بلجيكا. واستعادت القوات التشادية والنيجيرية معظم الأراضي التي سيطرت عليها بوكو حرام. وقال نصر الله إن داود يملك قاعدة تأييد مهمة وقد ينضم إليه مئات المقاتلين لو قفز من المركب بالإضافة للمعلومات الحيوية التي يعرفها عن بوكو حرام وعن أماكن اختباء قادتها. وأضاف "قد يكشف أساليب جني المال أو تحويله أو يكشف معلومات مهمة عن البنية الداخلية للجماعة أو قد يكشف معلومات تصل إلى حد كيف يمكن قتل شيكاو." وتابع "لو أن داود يسعى فعلا للتفاوض فينبغي على الحكومة النيجيرية أن تسارع لاغتنام الفرصة."