شن مسلحون من جماعة بوكو حرام أول أمس الاثنين للمرة الثالثة خلال أربعة أيام هجوما في جنوب شرق النيجر، في حين توعد زعيم الجماعة أبو بكر شيكاو بإلحاق الهزيمة بالقوات العسكرية الإقليمية التي نشرت لتقاتل عناصره. وقالت مصادر طبية لوكالة الصحافة الفرنسية إن انفجارا دوى أول أمس الاثنين في سوق على بعد نحو 150 مترا تقريبا من المكان الذي حصل فيه انفجار أمس الأحد، والذي أسفر عن قتيل وعشرين جريحا. من جهته، أكد مصدر عسكري أن مسلحي الجماعة هاجموا السجن المدني في ديفا (جنوب شرق النيجر)، مشيرا إلى أنه حصل تبادل إطلاق نار كثيف لكن الهجوم فشل وتم صد المهاجمين بسهولة من قبل قوات النيجر. بدوره روى صحفي من مدينة ديفا لوكالة الصحافة الفرنسية أنه شاهد "جثث مقاتلين من بوكو حرام" في "عربة الموتى التابعة للبلدية" التي كلفت بجمعها، مشيرا إلى أنه "فور فشل الهجوم، فر المسلحون لينتشروا في المدينة، في حين طوق الجيش ديفا"، بحسب قوله. ويعد هذا الهجوم الثالث على بلدة ديفا على حدود النيجر خلال أربعة أيام، وهو يأتي في وقت يستعد فيه نواب البرلمان للتصويت على اشتراك النيجر في المعارك ضد بوكو حرام في نيجيريا، وأكد وزير دفاع النيجر محمد كاريجو أمس الأحد أن "الموقع الدفاعي الذي تعتمده قواتنا منذ أكثر من ثلاثة أشهر ليس جيدا". وبقيت النيجر فترة طويلة بمنأى عن هجمات بوكو حرام، ولكن شيكاو توعد في منتصف يناير باستهداف أراضي النيجر، وهو ما فعله خلال الأيام الماضية حيث هاجم أراضيها ثلاث مرات. وكانت حكومات الكاميرونوتشادوالنيجرونيجيريا وبنين، قد وافقت على تشكيل قوة إقليمية قوامها 8700 جندي لمحاربة بوكو حرام، وتقدّم قوات تشادية وكاميرونية ونيجرية الدعم للجيش النيجيري منذ أيام عدة ضد بوكو حرام التي يهدد تمردها بنقل النار إلى الدول المجاورة. وفي رده على تشكيل هذه القوة الإقليمية، قال شيكاو أول أمس الاثنين مخاطبا الدول المشاركة في التحالف إن "تحالفكم لن يؤدي إلى شيء، اجمعوا كل أسلحتكم وواجهونا، فأنتم على الرحب والسعة". وأضاف شيكاو باللغة العربية وفي تسجيل مصور بث على يوتيوب "ترسلون سبعة آلاف جندي، لماذا لا ترسلون سبعين مليونا، هذا ليس بالكثير، فقط سبعة آلاف، والله هذا قليل، سنأسرهم واحدا واحدا". وتوعد شيكاو في الوقت نفسه بشن مزيد من الهجمات، وبهجوم ساحق على النيجر لدعمها نيجيريا، ونفى أن يكون الجيش النيجيري قد طرد المسلحين من مدينة داماتورو بالعاصمة الإقليمية لولاية "يوبي" (شمال شرق) قائلا إن رجاله رحلوا بمحض إرادتهم بعد ما أخذوا ما جاؤوا من أجله. وأسفرت العمليات العسكرية لبوكو حرام المرتبطة بتنظيم القاعدة عن مقتل 13 ألف شخص ونزوح 1.5 مليون شخص في نيجيريا منذ 2009، بحسب مصادر إعلامية نيجيرية. ومنذ بداية عام 2015، كثفت الحركة المسلحة من هجماتها داخل الدول المجاورة، حيث قتل أربعة أشخاص يوم الجمعة الماضي في هجوم شنه المسلحون على بلدة "بوسو" الحدودية مع النيجر في أول هجوم من نوعه. وجاء الهجوم بعد أيام قليلة من سيطرة المسلحين لفترة وجيزة على "فوتوكول"، وهي بلدة شمالي الكاميرون قرب الحدود مع نيجيريا، وقتلوا عشرات المدنيين، قبل أن ينجح في طردهم في نهاية المطاف ائتلاف القوات الكاميرونيةوالتشادية الذي قتل المئات منهم بحسب تقارير. ومدت بوكو حرام نطاق عملياتها إلى دولة الكاميرون المجاورة، وتشن هجمات قرب بحيرة تشاد وهي منطقة تلتقي عندها حدود نيجيرياوتشادوالنيجر، مما أدى إلى فرار عشرات الآلاف من اللاجئين عبر الحدود.