شهد سجن "التيبلانو " بالمكسيك عملية هروب جديرة بأن تتحول إلى فيلم سينمائي من تلك التي تتقنها هوليوود، ويتعلق الأمر بتاجر مخدرات خطير ذاع صيته منذ 12 عاما يدعى "خواكيم غوزمان" ويلقب بالقصير لأن قامته لا تتجاوز 1.68 مترا. البارون الذي أتعب الشرطة و المخابرات الأمريكية و المكسيكية لسنوات كان مراقبا في زنزانته طيلة الأربع وعشرين ساعة، باستثناء زاوية صغيرة يستعملها كمرحاض كانت مخبأة عن الكاميرا احتراما لخصوصية السجين، فاستعملها كبوابة قادته خارج القضبان. وكان آخر ظهور له في الزنزانة على الساعة الثامنة و52 دقيقة من ليلة السبت الماضي وهو يدخل مرحاضه الخاص، وعندما طال غيابه هرع الحراس إلى الزنزانة ليفاجِِؤوا بوجود نفق مؤد إلى خارج أسوار السجن. وكان النفق شاهدا على وجود عدة مساهمين في العملية من داخل السجن وخارجه، فقد تم حفر النفق على عمق 10 أمتار، طوله 1500 متر وعرضه 70 سنتيميترا وارتفاعه بين متر ونصف ومترين.مما يدل على استعمال حفارات وآليات ضخمة لنقل الركام. ورغم كل الجهود التي تبذلها السلطات من حينها للعثور على الهارب وأولها تعليق الرحلات من مطار مدينة "تولكا " القريبة من السجن، إلا أنه تبخر في الهواء. وترجح فرضية فراره بواسطة مروحية أعدها مجموعة المساعدين الذين كانوا في انتظاره، وقد استدعت السلطات 18 من الموظفين و العاملين في السجن إلى العاصمة مكسيكو للتحقيق معهم.