قال عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، في تصريح خص به "كود"، أنه لأول مرة تتحول الانتخابات الجزئية إلى ظاهرة سياسية في المغرب، نظرا لكونها باتت بعد الانتخابات التشريعية العامة ل25 نونبر اختبارا ومقياسا لحالة موازين القوى السياسية الموجودة اليوم في المغرب، ونتائج دائرتي سطات ومولاي يعقوب تلتقيان في نقطة وحيدة وهي ظاهرة الوزراء المشاركين في الحملة الانتخابية، لكنهما تختلفان في تراجع الاحتجاج على السلطة في سطات وتزايد خطورة الاحتجاج من طرف العدالة والتنمية على نتائج مولاي يعقوب، وبذلك، فاذا كانت نتائج سطات تبين أن حزب الحركة الشعبية يستفيد سياسيا باستمراره في الأغلبية الحكومية ومن المتوقع أن تتطور نتائجه في الانتخابات الجماعية القادمة، في حالة استمراه في الاغلبية الحكومية الجديدة. وأشار المنار اسليمي أن نتائج مولاي يعقوب تقدم ثلاث قراءات وتحمل رسالتين سياسيتين، القراءة الأولى، وهي بداية تغير ضعيف لموازين القوى الانتخابية خلافا لما كان عليه الامر في نونبر 2011، فأول مؤشرات بداية فقدان العدالة والتنمية لقوته الانتخابية حملتها نتائج مولاي يعقوب قياسا بنتائج دائر طنجة –أصيلا، مع ملاحظة أن حزب العدالة والتنمية لم يفز رغم ان معدل المشاركة في مولاي يعقوب كان ضعيفا، وهو تحول جدري بعد ثلاثة وعشرين شهرا من حكم العدالة والتنمية. أما القراءة الثانية حسب اسليمي، أن الاستقلال لم يفقد قوته رغم تغير الزعامة فيه، فالحزب يتحول الى ظاهرة انتخابية برغماتية، وهو مايجعله قوة مرشحة للمنافسة في الانتخابات الجماعية، فالنتائج تعطي الثقة ل"حميد شباط" وتضعف معارضيه. أما القراءة الثالثة، يقول المنار اسليمي ل"كود" هو أن الشارع شرع في بداية عقاب العدالة والتنمية على نتائجه الحكومية، وأول المؤشرات ظهرت في مولاي يعقوب رغم قوة الحملة الانتخابية التي نظمها الحزب واضطرار رئيس الحكومة ووزراء حزبه للنزول الى الميدان لدعم مرشح العدالة والتنمية. وتقدم هذه الدائرة رسالتين : الأولى، أن حزب العدالة والتنمية لن يقبل بنتائج الانتخابات القادمة، فنحن أمام ظاهرة جديدة الحزب الحاكم يحتج على النتائج وهو مؤشر على أن حزب العدالة والتنمية لن يقبل بنتائج الانتخابات الجماعية القادمة إذا لم تكن في صالحه. والرسالة الثانية، بوادر مخاطر عودة ظاهرة عدم المشاركة، فهناك معلومات تقول بمعدل ضعيف يقل عن ثلاثين في المائة وقد تكون الاصوات الملغاة بنسبة كبيرة، وهي علامات يجب قراءتها، فخيبة الأمل يبدو انها تعود، ينهي اسليمي تصريحه ل"كود".