شغلني يا إلياس. في أي جريدة. في أي موقع. في أي مجلة. في أي شيء. شغلني وإلا ستندم. لقد قرأت حوارك في أخبار اليوم، بالكامل، نعم قرأته بالكامل، وأعدته، وحفظته عن ظهر قلب، وأنا الصحفي المناسب في المكان المناسب، بالنسبة إلى مشروعك الإعلامي. وكما قلتَ، فتجربتك الإعلامية الجديدة ستكون أنجلوساكسونية، وأنا الصحفي الأكثر أنجلوساكسونية في المغرب. شغلني وستكتشف كم أنا ضروري لمشروعك. لاحظ كم أنا أنكلوساكوني، وها أنا أنجز بروفايلا، وليس بورتريه. ولتتأكد، فكلمة بورتريه ثقيلة، ولا أستسيغها، وسأنجز لك أجمل البروفايلات، لكن شغلني، ولا تتركني في موقع كود. إنه ليس أنجلوساكسونيا، وأنا مع التجربة الأنجلوساكسونية. ييس. ييس. I am the best. لقد ساءت علاقتي مع الجميع، ولم يبق لي إلا مشروعك الإعلامي، وأنا أنتظره بفارغ الصبر. لا جريدة تقبلني. ولا خط تحريري. وأنا الآن منبوذ، وإلكتروني. شغلني وسأثبت لك كم أنا أنكلوساكسوني. أعرف أربع كلمات بالإنجليزية، لكن روحي وعقلي وتفكيري وقلبي أنجلوساكسوني الهوى. وانتمائي إلى الكومنولث. وفريقي المفضل هو ليفربول. أفهم في الكرة والطبخ والغناء والسياسة والأبراج، ولن أخذلك. ضعني في أي صفحة. في أي قسم. في الصفحة الأخيرة. في الاستقبالات، وسأفرجك كم أنا صحفي بارع ومهني. ضعني مساعدا لذلك الصحفي المصري المجرب، وسأبهره. لكن لا تتركني. شغلني يا إلياس. أنت أملي الوحيد. لفظني الجميع وتشاجرت مع الجميع ولم يعد أحد يثق في. كل النماذج لا مكان لي فيها. وقد صبرت وكابرت ونمت منتظرا مجيئك، ومجيء النموذج الأنجلوساكسوني. وها هو قد جاء. وما أحلى العمل في التجربة الأنجلوساكسونية. لقد رفضت النموذج الفرونكفوني في الصحافة، والنموذج القطري، والنموذج الجاهلي، وجلست أنتظرك، وأنتظر مشروعك. أنا في ورطة، وسمعتي سيئة بين المناضلين، وفي كل الجرائد والمواقع. والمناضلون لهم كريم التازي، ولهم الخليج، والعربي الجديد، ولهم الدعم، لأنهم أحرار. وأنا ليس لي أحد، وأنتظر مكافأتي من المخزن، والمخزن لا يهتم بي ولا يعوضني على أتعابي، وعلى كل ما بذلته من مجهود وما قدمته من خدمات. أنا شتام، نمام، سفيه، لا مبدأ لي، وأتلون كحرباء، وإن أحببت كتبت لك كل كفاءاتي ودبلوماتي في السيفي. لكن شغلني. شغلني في التجربة الأنجلوساكسونية. ومواقفي أغيرها كما الجوارب، فتارة أنا رجعي، وطورا تقدمي، ويوما مع اليمين، ويوما مع اليسار، تماما كما حزب الأصالة والمعاصرة. وقد شاهدتك أمس في التلفزة، ولو شغلتني، لما ظهر الباكوري بذلك المظهر. ومازاد في حنقي أنك شغلت الفيزازي، ولم تشغلني أنا. حرام يا إلياس، حرام ما تقوم به، حرام أن تأتي بالفيزازي وبلحيته الطويلة وتتركني أنا. هذا ظلم وإقصاء وقصر نظر. تجربتي طويلة في الصحافة، وفاشلة لكنها طويلة، وأستحق أنا بدوري أن أكون ضمن الطاقم. يا محرر فلسطين يا وسيطا بين فصائلها يا دبلوماسيا موازيا يا رفيق الرفاق يا زميلنا في المهنة يا معجزة لمت شمل أقصى اليمين وأقصى اليسار وجعلت الفيزازي يبتسم ويمسد لحيته أمام الكاميرا يا مدافعا عن الكيف كيفني وشغلني ومهما بحثت لن تجد أنجلوساكسونيا أفضل مني وها أنا أحذرك فعندي عرض مغر من سعيد شعو ومن بنكيران وهو الآخر له مطبعة ومطبعته حلال وإن لم تفعل وإن تخليت عني فسأموت مع رئيس الحكومة في سبيل الله وسأصعد إلى الجبل وأهاجر إلى أوربا وأهاجمك من هناك وأهاجم النظام فوظفني قبل فوات الأوان ولا تخيب ظني فيك ولا تعتمد على غيري فأنا الأفضل وأنا وحدي النموذج الأنكلوساكسوني أما الباقي فمجرد تقليد.