سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
امنحوني إشهارا وإلا شتمتكم! هل من المعقول يا عزيز أخنوش أننا نستورد القمح ونحن دولة عظمى مثل روسيا والولايات المتحدة، أرسل لي إشهارا حالا، وإلا كشفت اللون الحقيقي للمخطط الأخضر
لن أسكت بعد اليوم. لقد انحلت عقدة لساني. لم يعد هناك مجال للخوف بعد الربيع العربي والدستور الجديد. ولن أصمت. يا أثرياء ورجال أعمال المغرب، لن أترككم تنعمون بالراحة، وسأنغص عليكم حياتكم إن لم تمنحوني أنا الآخر إشهارا. ليست لي جريدة ولا موقع، لكني أريد إعلانا، عقد سنة مع كل واحد منكم، أعلقه في المطبخ أو في غرفة الضيوف أو في قميصي، مقابل أموال كثيرة تنقذون بها مؤسستي الإعلامية الآيلة للإفلاس.
ما بالكم يا مليارديرات ويا شركات عملاقة تكدسون الأموال، ولا تهتمون بي، منذ سنوات وأنا أكتب، دون إعلان واحد منكم.
لقد بلغ السيل الزبى، ولن أسكت بعد الآن.
اتصلت بكم أكثر من مرة ولا من مجيب، ثم مدحكتم وكتبت شعرا ولم أحصل على درهم واحد، ولا على أيباد ولا هدية ثمينة ولا شيك سمين.
يجب أن نتعاون، أنا أكتب وأنتم تنفحونني المال، وإذا رفضتم، فسأفضحكم وأشهر بكم وأشتمكم، فليس معقولا أن أستمر هكذا، بلا إشهار يسندني ويقويني.
كل مقال أدبجه يجب أن يكون مصحوبا بإعلان، هذه هي القاعدة، أنا جريدة نفسي، أنا لوحدي مقاولة، ويجب أن أكون ناجحا، لأؤدي ثمن المطبعة والأولاد والسيارة والشقة، والصحفيين الذين أشغلهم داخلي، والذين يطالبونني آخر كل شهر بالراتب، وبالعلاوات، والذين أضافوا إلى السنة، دون أن يرف لهم جفن، شهرا هو الثالث عشر، ويطالبون أيضا دون حياء بالعطل وتعويضات اشتغالهم يوم الأحد والأعياد.
بمن أبدأ منكم، أنا جائع وأرغب في إشهار الآن، تعال يا عزيز أخنوش، يا ملياردير، تعال إلي، منذ مدة وأنت وزير فلاحة وصيد بحري، بينما السمك قليل في المغرب وغال، ماذا فعلت في السردين، ولماذا لا يشتري المواطن سمكة سلمون كاملة ويكتفي بالشرائح، ولماذا تعتقل يا معالي الوزير التونة في العلب، هذا حرام ومخالف لشرع الله، هذه ليست ميتة حلالا، لقد أسر لي البحر أنك تتعامل مع كائناته بمنطق التبعية، تحمي وزارتك الحيتان الكبيرة وتصطاد الصغيرة، وهل من المعقول يا عزيز أخنوش أننا نستورد القمح ونحن دولة عظمى مثل روسيا والولايات المتحدة، أرسل لي إشهارا حالا، وإلا كشفت اللون الحقيقي للمخطط الأخضر، لا تتأخر وإلا كتبت أنه أسود، أنا أنتظر وصبري ينفد بسرعة، وقد أعذر من أنذر.
وأنت يا ميلود الشعبي، هل أخبر القراء، هل أقول لهم الحقيقة، لقد عثرت على صرصار في مائك المعدني، وعلى قنينة خمر في أسواقك، هيا، زوق صفحتي بإقاماتك ومشاريعك السكنية، وإلا فضحتك، وإلا سربت صورك في مصر والخليج، لا تتأخر، ولن يقبل منك عذر، فمقاولاتي متوقفة والصحفيون يطنون حول أذني.
أما أنت يا ضحى، يا حبيبتي، يا اسما جميلا، فلن أخبر أحدا، فعلا وجدت تشققات في الجدران وتصدعات في الأرضية، لكني غطيتها بشغاف قلبي، وأصلحتها بإسمنت روحي وملاط فؤادي، حتى صارت قصورا، ولن أشهر بك يا صفريوي، يا باني العمران والشقق للفقراء، سأبعث لك رقم حسابي البنكي، فسمعتك طبقت الآفاق، وكرمك يعرفه الصحفي الصغير قبل الكبير، وإذا لم تسعفنا الظروف لألتقي بك يوما، فهذه هي الفرصة المناسبة، وسأعرفك بنفسي، أنا مدير نفسي وأفكر في تأسيس صحف ومواقع كثيرة، وإذا لم تخش مني، فسأحذر المغاربة منك، وسأبحث في ماضيك وأتخصص في هجائك، وأنصحك أن نصبح أصدقاء، خدمة للعقار والصحافة الجادة والمستقلة والحرة.
أما أنت يا أحيزون، يا رسول السلام، وهاتف المحبين، يروجون عنك الإشاعات، ويتقولون عليك، ويحكون أنك مقدس ويخاف منك مدراء الجرائد، حاشا لله أن تكون كذلك، يا طيب، يا صاحب الصبيب العالي، يا مستورد الذكاء إلى التلفونات، يا مدخلنا إلى عصر السرعة، يا حاكم دولة الفيسبوك، يا بريدنا الإلكتروني حين يغيب البريد، يا مؤنس وحدتنا، يا مانحنا اليوتوب والتويتر، لطخني بالإعلانات، ولوني، املأني إشهارا، أنا في ورطة، وإن لم تفعل فإني سأذهب عند منافسيك، وسأشكوك إلى وكالة تقنين الاتصالات.
ولن أقول لك يا مريم يا بنصالح، يا رئيسة الباطرونا، لن أقولك إن مياهك صارت هذه الأيام تسبب لي مغصا في المعدة، لن أسألك من أين أتيت بتلك الفقاعات التي تتقافز في قنانيك، لن أطلب منك الاعتراف، لن أقول لك ماذا لو تحولت تلك الفقاعات إلى كائنات شريرة وكبرت واشتد عودها بفضل الحماية التي توفرينها لها في الماء، لن أقول لك أي شيء، لكن كلمي باقي الباطرونات، وأخبريهم أني أنتظر.
ولن أهنئك يا مولاي حفيظ العلمي، يا أوسم وزير في الحكومة، أنت أكبر من التهنئة، سأقول لك كلمة واحدة: واصل، أنت موفق، وأنا مساعدك ومترجم أفكارك، كلما عجزت عن التعبير باللغة العربية الفصحى اتصل بي، وشبيك لبيك أنا بين يديك، ولا تشغل بالك بالعربية ولا تتعلمها، إنها لغة البؤساء، أنا مستشارك والناطق بلسانك، فقط أكرم مقاولاتي الصحفية، وإلا شتمتك، وإذا لم تكن تعلم، فأنا أفضل شتام في البلد، وأفضل مداح في نفس الوقت.
ولن أنسى طبعا الشركة الوطنية للاستثمار، يا مفخرتنا الوطنية، لكن ماذا لو كان ما تم بيعه مؤخرا ملحا وليس سكرا، وماذا لو باعنا الصينيون حلاوة مغشوشة، امنحوني حلاوة إذن، لأوضح كل هذه الأمور، في إطار مقاربة تشاركية بين الاقتصاد الوطني والصحافة المستقلة، خدمة مني للمغرب ولي أنا ولمقالاتي العارية والمحرومة من الإعلانات المؤدى عنها.