أن يصرح وزير أنه كان يرعى الغنم في صغره ولا زال يرعى لحد الساعة لكن ليس الغنم بل المواطنين، هو قمة الاستهتار والاستخفاف بالمغاربة وإحتقارهم. هذا ليس تصريحا أو إشاعة منسوبة للحكومة بل كلام صادر عن وزير التشغيل المغربي عبد السلام الصديقي الذي كان ضيفا على برنامج "قفص الاتهام" الذي يبث على قناة ميد راديو، حيث تجاوز الصديقي حدود اللياقة وبدت عليه علامات الغضب وهو يجيب على أسئلة الصحافي رضوان الرمضاني. وفي أحد الاسئلة حول إن كان الصديقي قد عمل كراعي للغنم في صغره أجاب الصديقي بأنه بالفعل كان راعيا في الصغر ولا زال كذلك لحد الساعة، ما جعل الرمضاني يستفسره حول "آش كيسرح دابا" ليجيبه الوزير "كنسرح بنادم كنشوف باش ميتودرش ليا". إجابة الوزير أفرزت حالة كبيرة من الغضب بين الفايسبوكيين المغاربة الذين تناقلوا مقتطف من فيديو الحلقة، وخلقت صدمة بين من إستعموا للحلقة أو من شاهدوا الفيديو. ما قاله الصديقي والذي ينضاف إلى فضيحة البرلمان والاسفاف الذي وصلت إليه السياسة المغربية لا يعبر سوى عن ضحالة الافكار والاجابات التي أصبح يتسم بها المشهد السياسي أغلبية ومعارضة، وفي الوقت الذي ينتظر أن يرتقي المشهد المغربي لما وصل إليه من تقدم ملحوظ فإن العكس هو الحاصل إذ أن عجلة السياسة تعاكس طموحات المغاربة وتمضي إلى الخلف دون إستحياء وهي تفرخ ساسة يتوجب جمعهم وإرسالهم إلى إحدى الاحزاب في الدول المتقدمة ليتعلموا مبادئ وأسس السياسة.