مضى أكثر من أسبوعين ونحن نتابع العديد من الإنتاجات الفكاهية الرمضانية سواء على القناة الأولى أو الثانية أو «ميدي 1 تي ڤي». ولعل من بين الخلاصات التي يمكن أن ينتهي إليها كل متتبع لهذه الانتاجات أن التلفزيون المغربي ما يزال لم يخرج من أزمته الإبداعية بعد. فعالم الفكاهة تلفزيونيا، سواء تعلق الأمر بسلسلات فكاهية أو كاميرات خفية بشتى أنواعها (الظاهر منها والخفي)، يؤكد يوما عن يوم على أنه لا يعيش فقط أزمة على مستوى التخيل والتخييل، بل حالة من التطفل والتطاول على مجال يظل محترما في بلدان تعرف مدى قيمة الابتسامة والفكاهة، وليست بارعة في صنع الابتسامات البلاستيكية كما يفعل تلفزيوننا. ويبدو أن درجة «الحموضة» في التلفزيون المغربي سجلت أعلى نسبها منذ بدأ العمل بالبرمجة الرمضانية بقنواته «الأولى» و«الثانية» و«ميدي 1 تي ڤي». فلم يكد يمر أسبوعان من هذا الشهر الفضيل، الذي يتميز بارتفاع نسبة المشاهدة خصوصا في فترة الذروة، قبيل وبعيد الإفطار، وتعطش الجمهور لمشاهدة إنتاجات وطنية ترقى إلى تطلعاتهم، حتى وجدت شريحة واسعة من المغاربة نفسها مضطرة إلى هجرة شاشاتها هربا مما يقدمه التلفزيون للمشاهدين. وما يؤكد هذا ما تابعناه إلى حدود الآن، على شاشات القناة الأولى والثانية و«ميدي 1 تي ڤي» والذي لا يمكن إلا أن يوضع في خانة «البلادة الفكاهية الاستعراضية». فالمشاهد المغربي وجد نفسه طيلة هذه الأيام على موعد مع رداءة «فكاهية» لم يسبق أن سجلت في السنوات السابقة حيث الرداءة كانت عنوان أغلب المشاريع التي قدمتها القناة لما يزيد عن عقد. فقد تحولت المقاهي إلى حلقات للنقد والتشريح في باقة برامج القناتين الأولى والثانية، وتم الاجماع في الصحافة المكتوبة على أن هذه السنة تعتبر الأسوء على مستوى الأعمال الفنية الرمضانية المقدمة، واصطف الآلاف من رواد «الفيسبوك» المغاربة، الذين انتظموا في حملة «سيبيرنيتيكية» لانتقاد التلفزيون المغربي بقنواته «الأولى» و«الثانية» و«ميدي 2 تي ڤي»، بسبب رداءة ما تقدمه من إنتاجات وطنية خلال شهر رمضان. ولم يتوقف أمر استنكار هذا الإسفاف لدى ثلة من المغاربة العاديين في المقاهي أو الصالونات الخاصة، أو لدى الصحافة المتخصصة، بل لايستبعد أن يتجاوزه إلى الدعوة لمقاطعة الرداءة التي قد تجد صداها لدى رواد هذا الموقع العالمي، الذين اعتبروا أن ما تقدمه القنوات المغربية إنتاجات «ساقطة» و «ذات مستوى رديء» ومجرد «تفاهة» ضاق بها المشاهدون درعا.. الأكيد، أنه مع حلول كل رمضان مبارك، يواجه المشاهدون للشبكة التلفزيونية الرمضانية بواقع مرير ألا وهو عجز القنوات«الأولى» و«الثانية» و«ميدي 1 تي ڤي» عن إنتاج فكاهة تكون في مستوى أفق المغاربة وذكائهم، ومعهم يجد النقاد التلفزيونيون والصحافيون المتخصصون أنفسهم يكررون ويقولون ما أجمع عليه سابقا المهتمون حول رداءة أغلب الاعمال التلفزيونية الرمضانية السابقة.