السيد أحمد الريسوني،المحسوب على التيار الإسلامي "المعتدل" ،نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين و رئيس حركة التوحيد والإصلاح (1996−2003)، والمقرب جدا من الحزب الحاكم في البلاد ،والمدير المسؤول ،السابق للبوق الدعائي لحزب العدالة والتنمية، جريدة "التجديد" ،الغارقة في التقليد و التجديد منها براء.. تناسلت خرجاته المثيرة للجدل، فالرجل الذي يُصاب بالصم والبكم ،حينما يتعلق الأمر بالظلم والإنحرافات، التي يفيض بها البلد الذي يقيم فيه ويغدق عليه من البترودولار، تجده يرغد ويزبد، ويصير صوته مزعوقا ، حينما يتعلق الأمر ،بقضايا حقوق الإنسان والمساواة وخيارات البلاد الكبرى.
بعدما نشر الشيخ الجهبذ ،مقال له بعنوان "الشرح والبيان لحرب العدوان والشيطان"، افتى فيه بحرمة قتال الجيش المغربي ،للمنظمة الإرهابية داعش، وأكد أن الحرب ضد تنظيم داعش "هي أيضا حرام في حرام، وليست حربا من الإسلام والمسلمين في شيء. بل الإسلام والمسلمون هم ضحايا لهذه الحرب ولطرفيها معا".
البارحة وعلى موقعه الخاص، علق السيد الريسوني ،على النقاش الوطني حول الإجهاض ،قائلا.."من الحالات التي يعتبر الإجهاض فيها مستحقا، حالات بعض الأجنة الذين سيصبحون من المطالبين بحرية الإجهاض ومن المشجعين عليه. فهؤلاء في نظري يستحقون أن يستجاب لطلبهم مسبقا وتجرى لهم عمليات الإجهاض، ليستريحوا ويُستراح منهم. وإجهاضهم أهون من أن يبقَوا حتى يتسببوا في إجهاض غيرهم من الأبرياء. ولكن للأسف الشديد ما زال التقدم الطبي لحد الآن لا يمكِّننا من معرفتهم قبل الولادة، فلعل وعسى..."
الشيخ الريسوني، المدير الحالي لمركز المقاصد للدراسات والبحوث بالرباط ، والذي من المفروض أن يضرب لنا مثلا في القدرة على الحوار ،والإلمام بفقه النوازل تأصيلا وتطبيقا..رد على الحقوقين ووالداعين الى تقنين الإجهاض ،بالتحريض المبطن على قتلهم ، فعوض ان يندد بالقتل الوحشي الذي تمارسه داعش ضد أناس بالغين ، وعمليات التهجير والسبي و قطع الأيدي والأرجل والصلب والرجم والجلد،وكل مالايخطر على بال إنس أو جان ،من وحشية وهمجية داعش، يزايد علينا الشيخ المتاجر بالدين ،وتدفعه "انسانيته" المفرطة،إلى الذود عن مضغة ، عبارة عن مئات خلايا، لاروح فيها ولا نفس!
هذا الكلام الصادر عن السيد الريسوني ، يبين بالملموس ان الإختلاف بين المتشددين ومن يوصفون بالمعتدلين ، ليس اختلافا في النوع ، بل فقط في الدرجة، وان كلا الفريقين ، لايتقبل الرأي الأخر، فعوض ان يقدموا حلول ومقترحات ، تسهم في إيجاد حلول للمشاكل المطروحة، يكتفون برمي الأخر ،بتهم الزندقة والكفر والمروق والعمالة، وفي احسن الأحول ، يغرقونه بوابل من السباب والشتائم والسخرية.