علق عمر الحدوشي، أحد شيوخ السلفية الجهادية، على انضمام زميله عبد الوهاب رفيقي وسلفيين آخرين إلى حزب النهضة والفضيلة أخيرا، بالقول "ما دام هناك من يحركك وما دمت لا تتحرك بحرية فالأفضل عندي هو الابتعاد عن السياسة." وأوضح الحدوشي، في حوار خص به جريدة "أخبار اليوم المغربية" في عددها ليوم غد الجمعة 14 يونيو 2013 أنه "إذا كان القصد من انتظام السلفيين هو الإشهار فقط فالمعنى يبقى في بطن الشاعر. الأصل هو ترجمة الكلام إلى أفعال وأعمال. ولا نريد بيادق أخرى." وأضاف "بصراحة لا يمكنك أن تكون فاعلا، ولن يسمحوا لك إلا إذا كانت هناك تنازلات." لكنه حين سئل "هل أبو حفص ومجموعته قدموا تنازلات؟"، استدرك قائلا "ليس بالضرورة أن يكون ذلك قد حصل." كما أوضح الحدوشي أن المشكلة بالنسبة إليه تكمن أساسا في جدوى العمل السياسي مقارنة بالعمل الدعوي، وقال إن "العمل السياسي لا يثمر شيئا ولم ينضج بعد"، معتبرا أن "السياسة القائمة حاليا شيء، والسياسة الشرعية شيء آخر." والسياسة الشرعية عند السلفيين هي تطبيق الشريعة كما يفهمونها، وقد أعطى مثلا عن ذلك حين أتأسف على "إنفاق المال على مهرجان موازين بينما يقتل الناس في سوريا". وبالنسبة للسلفيين ما يقع في سوريا هو حرب طائفية يخوضها المسلمون الشيعة أو "الروافظ" كما يسمونهم، ضد الملسمين السنة، ويجب القتال إلى جانب السنة ضد الشيعة، وهو نفس ما تروجه الأوساط الإعلامية والدعوية الوهابية في السعودية وقطر. وقد سبق طالب أحد أتباع السلفي المغراوي السلطات المغربية ب"فتح باب الجهاد لسوريا". وكانت السلطات المغربية على عهد السحن الثاني جندت وأرسلت شبابا مغاربة للقتال في أفغانستان ضد الاحتلال السوفياتي، وذلك بإشراف رجلي القصر الملكي عبد الكبير العلوي المدغري، وزير الأوقاف آنذاك، وعبد الكريم الخطيب، مؤسس حزب العدالة والتنمية، وبعد انتهاء الحرب الأفغانية انضم هؤلاء "المغاربة الأفغان" لتنظيم القاعدة الإرهابي، واعتقلت السلطات الأمنية عددا منهم منذ أحداث 16 ماي الإرهابية سنة 2003. واليوم تكشف تقارير إعلامية، نشرتها جرائد وطنية واسبانية، عن انتقال مغاربة مرة أخرى للقتال في سوريا إلى جانب الجماعات الإرهابية المتطرفة، خاصة من منطقة الشمال التي ينشط فيها عمر الحدوشي. من جهة أخرى أكد الحدوشي دعمه لحزب العدالة والتنمية وحكومته، معتبرا أنه يواجه خصوما من داخل الحكومة التي يقودها، وآخرين ممن سماهم "حكومة توجد في الظل".