لقد كانت التطورات التي حملها الأسبوع الذي يودعه اليوم كافية لمعرفة حقيقة الأمور المرتبطة بقضية الصحراء على المستوى الدولي. والخلاصة الوحيدة التي نقف عندها من خلال تداعيات الموقف الأمريكي المتعدد المصادر هو أن المغرب ضعيف جدا على مستوى التدبير الخارجي للملف وأن حقيقة الوضع ليست بالضرورة ما يتم الترويج له داخليا. لابد أن ما بدر من مواقف سياسية أمريكية ليست محض صدفة ، بل يشبه كرة الثلج التي بدأت في التشكل منذ مدة و بدأت تتدحرج تدريجيا حتى وصلت إلى وضعها الحالي بدون أن تجد في طريقها ما يمنع وصولها أو مجرد التخفيف من هول نتائجها. لماذا كان على الرأي العام المغربي أن ينتظر حتى تخرج عليه امينتو حيدار لتصدمه ببيانها حول عزم الولاياتالمتحدة مايسترو السياسة و الأمن الدوليين القيام بمبادرة تضرب وجود المغرب في الصحراء في مقتل. لماذا لم نسمع أن ممثلي المغرب في الولاياتالمتحدةالأمريكية قد أعفوا من مهامهم . أين كان محمد لوليشكي مندوب المغرب بالأمم المتحدة ؟ هل بلغ عجزه لدرجة عدم قدرته على تتبع مستجدات قضية من المفروض أنها شغله الشاغل؟ أين هي الملايير التي تصرف هناك بين واشنطن و نيويورك على سياسة تسمى اللوبينغ؟ ماهي منجزات الفريق العامل هناك في أمريكا ؟ و ماهي نتائج ما قام به من تعاقدات مع معاهد دراسات و مكاتب التسويق في سبيل تعزيز مواقف المغرب في قضية الصحراء؟ إنه و بصدور تقرير الخارجية الأمريكية حول حقوق الانسان بالصحراء و بشكل منفصل عن المغرب قبل يومين من مناقشة التوصية المتعلقة بتوسيع صلاحيات المينورسو و بتزامن مع نشر تقرير مركز كينيدي للعدالة و حقوق الانسان يتضح أن كل ما قيل عن قرار انفرادي لسوزان رايس و عدم موافقة الادارة الأمريكية على الخطوة مجرد تبرير يدخل في باب '' برد على قلبك'' لا غير. إنها حصيلة عمل متواصل قامت به البوليساريو و الجزائر خلف الكواليس في غياب تام للمغرب و مسؤوليه الذين استمروا في سياسة تنويم الشعب في العسل و حينما حلت النكسة استدعي للتعبير عن اجماعه في السخط و التنديد بها دونما اتاحة الفرصة له لكي يتساءل من تسبب في هذا الوضع. النتيجة ستكون في أحسن حال مجرد تخفيف من حدة القرار و تمريره بطريقة ستمكن أولئك الذين أهملوا مهامهم من طمأنة الشعب و تخديرة مرة أخرى في انتظار هبة إجماع قادمة لا محالة مع وجود نماذج لوليشكي و غيره من أشباح الدبلوماسيين . جريدة الباييس الاسبانية الواسعة الانتشار تقول أن التخفيف لن يكون إلا عبر حرمان المينورسو من مهمة مراقبة حقوق الانسان في الصحراء ، وتكليف المفوضية السامية لغوث اللاجئين بالمهمة، وفي كلتا الحالتين سيكون هناك مساس بالسيادة '' حلوف كرموس ''.