لم يجد فؤاد العمري، عمدة مدينة طنجة والذي يمثل حزب "الأصالة والمعاصرة"، صعوبة تذكر في تمرير مشاريع مجلس المدينة الذي يقوده حيث بدا مستشارو حزب العدالة والتنمية الذين يمثلون المعارضة في عاصمة الشمال مهادنين بشكل لافت في دورة المجلس التي ناقش فيها ممثلو ساكنة طنجة مشاريع السنة الجارية التي همت مساطر نزع الملكية ومشاريع اخرى صوت لها أعضاء المجلس بالإجماع. البرلماني الدياز وعضو المجلس وجه انتقادات رؤوفة لتدبير العمري لمجموعة من الملفات، وقال بأنه سيكشف ملفات ثقيلة في القريب العاجل وهي تهديدات يرددها مستشارو البيجيدي مع كل دورة يعقدها المجلس وتبقى مجرد قنابل صوتية لا يتعدى صداها الطابق السابع من بناية المجلس التي تحتضن اجتماعات المجلس.
متتبعون للشأن المحلي بالمدينة فسروا الهدنة التي تميز علاقة إخوان بنكيران بأغلبية العمري بأنها اتفاق بين الطرفين يلتزم بموجبه حزب المصباح بوقف انتقاداته المتوالية تجاه تسيير العمري للشأن المحلي بطنجة في مقابل تخفيف حزب الجرار لهجوماته النارية على الحزب الحاكم في طنجة على الأقل لحفظ توازنات الانتخابات الجماعية المقبلة وهي التوازنات التي وصفتها مصادر مطلعة ل"كود" بتوازن "الرعب".
العمري الذي يحاول أن يقتفي خطوات شقيقه إلياس في مواجهة النقد ببرودة أعصاب لافتة يراهن حسب مقربين منه على الانتخابات المحلية القادمة التي سينتخب فيها لأول مرة في تاريخ المغرب رئيس الجهة مباشرة من لدن المواطنين، لذلك يحاول تخفيف الانتقادات الموجهة له وهو الأمر الذي يمكن أن يكون السبب المباشر في عقده هدنة سياسية مع المعارضة التي يتزعمها عبد اللطيف برحو الذي سبق وأن اتهم العمري بالاستفادة من أراضي مستغلا موقعه كعمدة للمدينة وهي الدوافع نفسها التي حركت الشهية الانتخابية للبيجيدي الذي سيراهن على "الهدوء" الذي يسبق العاصفة لمباغثة خصومه في الانتخابات الجماعية المقبلة.