سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حصري. "كود" تكشف أسرار أول نداء للشبيبة الإسلامية للثورة المسلحة ضد الملك الحسن الثاني وهوية من قرأه على أمواج إذاعة البوليساريو وما دار مع رؤساء الأمن العسكري الجزائري بفندق الأوراس والشرط الجزائري الذي ورط مطيع
يحمل الجزء الجديد من مذكرات "شذرات من تاريخ حركة الشبيبة الإسلامية"، التي تنفرد "كود" بنشر مضامينها، القراء إلى مرحلة سنة 1985، التي أعقبتها أحداث مثيرة توجت بأول نداء أطلقه الشيخ عبد الكريم مطيع ل "الثورة المسلحة ضد الملك الرحل الحسن الثاني". وبدأت الأحداث تتسارع منذ اعتقال مجموعة بدر، أو ما أطلق عليه إعلاميا ب "مجموعة 26 الإسلامية"، التي ضبط بحوزتها كميات كبيرة من الأسلحة، من مسدسات ورشاشات، إلى جانب مواد متفجرة وأدوات تفجير كلاسيكية. فبعد هذه الصفعة القوية التي تلقتها قيادة "حركة الشبيبة الإسلامية"، استدعت السلطات الأمنية الجزائرية، على عهد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، الشيخ عبد الكريم مطيع وطاقمه الممثل في القيادة العسكرية، المكونة من عبد الله نظيفي، وعبد الرحيم مهتاد، وزياد عبد الله، وحسن المشفي، وولاد الحبيب. وعقد اللقاء، تضيف المذكرات التي تنفرد "كود" بنشر ما جاء فيها لأول مرة، في فندق الأوراس بالعاصمة الجزائر، الذي يوجد بالقرب من الإدارة العامة للأمن العسكري، وحضره رؤساء الأمن العسكري الجزائري، وعلى رأسهم الكحل عياط وعدد من الضباط. تشكلت خلية أزمة من أجل احتواء قضية الاعتقال واكتشاف الأسلحة بالمغرب، بعد اعتراف كل من حكيمي عبد الله وحكيمي بلقاسم بالمنسوب إليهما. وبنيت الخطة التي رسمت في اللقاء على شقين، الأول يتجلى في العمل على تفعيل الدائرة الإعلامية التابعة للشبيبة الإسلامية على مستوى أوروبا، واستغلال وسائل الإعلام الجزائريةالداخلة في ذلك، وعلى الخصوص القنوات الإذاعية التابعة للبوليساريو.. أما الشق الثاني فيعتمد على استمرارية ومواكبة المعسكرات التي كانت قائمة من أجل التدريب وجلب أكبر عدد من المقاتلين إلى الجزائر، وكذلك اعتماد خطة جديدة في التدريبات أهمها التدريب على استعمال المتفجرات التقليدية، بمعنى أنه عوض الاعتماد على المتفجرات الكلاسيكية التي لا تستعملها إلا الجيوش المنظمة، تعلم استعمال المركبات الكيميائية التي تؤدي الغرض نفسه، والتي يمكن الحصول عليها من مختلف الأماكن بالمغرب، إذ أنها متوفرة لدى بائعي العقاقير وأصحاب المواد الكيماوية. وكشفت المذكرات، التي تتوفر حصريا ل "كود"، أنه جرى تسليم خلال اللقاءات التي عقدت في فندق الأوراس بالجزائر الأموال وجوازت السفر، كما جري تقديم جميع التسهيلات للشيخ مطيع ورفاقه. وحصل مطيع وضباطه على 500 ألف دولار نقدا، و36 جواز سفر مغربي وجزائري فارغ للاستعمال المباشر، علما أنها كانت في حاجة إلى التنمير، أما الطوابع الخاصة فكانت متوفرة بالنسبة لأعضاء الحركة. وعندما نضجت الاتفاقات ورضي الجميع بما جرى التوصل إليه، تقدم الجزائريون بمقترح خطير سيخلط جميع الأوراق، ويقلب الحوارات رأسا على عقب. فالجزائريون اشترطوا، بعد الموافقة على كل شيء، أن تقوم حركة الشبيبة الإسلامية بإعلان الاعتراف بالجمهورية الصحراوية الوهمية كدولة وإطار قائم ومستقل. وهنا دخل مطيع وضباطه في دوامة صعبة، لكون أن المعادلة خطيرة، على اعتبار أنهم يعرفون أن الاعتراف بالجمهورية الصحراوية المزعومة يضعهم خارج المغرب. توقفت كل الخطوات في انتظار إيجاد حل لهذا المقترح الذي تقدم به الأمن الجزائري في النقاشات والحوارات التي دارت في فندق الأوراس. وعلى هامش اللقاءات التي عقدت حاول الأمن الجزائري إقناع ضباط مطيع بالمقترح، غير أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل. وبعد أخذ ورد جرى التوصل إلى مقترح بديل، ويتمثل في إرجاء الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية المزعومة والاستعاضة عنها بأن يقوم الشيخ مطيع بتوجيه نداء وإصدار بيان يبث مباشرة على إذاعة البوليساريو، ويكون موجها إلى أبناء الجيش المغربي وعموم الشعب يحضرهم على الثورة المسلحة ضد نظام الملك الراحل الحسن الثاني. كتب البيان وقرأه عبد الكريم مطيع على أمواج إذاعة البوليساريو، قبل أن تتناقله بعض الصحف الجزائرية. اعتمد مطيع في صياغة البيان التحدث عن ما كان يحدث في الصحراء دون التطرق إلى الجمهورية المزعومة، وجرى تمرير النداء، الذي جاء محرضا، إلى كل أبناء الجيش المغربي والشعب. بعد نشر البيان وقراءته من طرف مطيع شخصيا، أعطي الضوء الأخضر للعمل على تنفيذ ما قد تم الاتفاق عليه، إذ التحق ضباط مطيع بمسؤولياتهم في فرنسا، وإيطاليا، وبلجيكا، في حين تكلف الباقون باستقبال المتدربين وإنعاش المعسكرات.