لم تخصص قناة "الجزيرة" القطرية أي حيز من نشراتها الإخبارية التي تبث على مدار الساعة لخبر الفيتو الأمريكي الذي أجهض مشروع قرار لإدانة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة، الذي تقدمت به السلطة الوطنية الفلسطينية. في مقابل ذلك نشر الموقع الالكتروني لهذه القناة التي تملكها قطر مقالا عن جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية ينتقد "لجوء الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأممالمتحدة لاستصدار قرار يدين بناء المستوطنات وإحراج الولاياتالمتحدة". موقف قناة الجزيرة هذا يؤكد الاتهامات التي كالها صائب عريقات لهذه القناة عندما كشف على الهواء مباشرة قيام عملاء للمخابرات الأمريكية بسرقة وثائق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من مكتبه وتزويرها في مكتب وضاح خنفر، رئيس القناة، "عقابا للسلطة الوطنية على عزمها التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يدين الاستيطان". وكان عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، المستقيل من منصبه لتحمله المسؤولية "عن سرقة وتزوير هذه الوثائق"، فاجأ مصيفه أحمد منصور قبل أسابيع عندما كشف أن التحقيقات التي باشرتها السلطة الوطنية الفلسطينية، أثبتت أن وضاح خنفر، مدير قناة الجزيرة القطرية "أغلق على نفسه الباب مع كلينتين شويسر، عضو السي إي آي (جهاز المخابرات الأمريكي)، وموظف الحماية والأمن في وزارة الخارجية الأمريكية والموظف الآن في قناة الجزيرة لتحريف وثائق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي تنشرها القناة". مواصلا "هناك شخص آخر سرق الوثائق وهو ألستير كلوغ، العضو السابق في المخابرات البريطانية، موضحا أن السلطة الوطنية الفلسطينية اتصلت بوزارة الخارجية الأمريكية مطالبة بفتح تحقيق في الموضوع". ليخلص إلى أن قناة الجزيرة القطرية "تحمي أمن إسرائيل". ويخاطب أحمد منصور "أنت ومعلمك الكبير وكليتن شويسر ومن يقف وراءه تعاقبون السلطة الوطنية الفلسطينية، أجل نحن نعاقب اليوم لأننا أوقفنا المفاوضات مع إسرائيل ولأن عباس أبو مازن يرفض استئناف المفاوضات قبل وقف الاستيطان، ولأننا ضد الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن الدولي". مستعرضا العديد من الأمثلة على "تزوير" الجزيرة لتلك الوثائق، متحديا مخاطبه أن تسلط كاميرات القناة الضوء على الوثائق "الحقيقية" التي جاء بها وتقارنها مع الوثائق "المحرفة" التي تنشرها القناة القطرية. تجدر الإشارة إلى أن قناة الجزيرة تقع غير بعيد عن قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في قطر هما السيلية والعديد، أقيمتا بطلب من أمير قطر مباشرة بعد انقلابه على والده واحتلاله عرش البلاد أواسط التسعينيات من القرن الماضي، واستعملتهما القوات الأمريكية خلال حربها على العراق سنة 2003. كما أن قطر ظلت تربط علاقات ديبلوماسية وتجارية مع إسرائيل لم تعلق، رسميا، إلا سنة 2008 بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.