تدريجيا تضح الصورة على حقيقتها وتتجمع أطرافها لتعود الضبابية والغموض والتخوف من إعادة استنساخ نفس التجربة السابقة ،ولكن هذه المرة تلبس لباس الحكامة والشفافية الذي يعريها أكثر ممايعطيها الشرعية.فبعد إقصاء الأشخاص الذاتيين من إيداع مشاريعهم مباشرة رغم أن تلك الامكانية كانت متوفرة وممكنة من قبل،ثم أحدثت في الموقع الالكتروني ليتم حذفها من بعد،بدعوى التخوف من إغراق لجن القراءة وإطالة مدة التفحص والبث،وهي مراوغة هدفها غرس بعض الشركات المحظوظة وسط العشرات بدل إغراقها وسط المئات وبالتالي ذوبانها. وجاء إعلان أسماء عناصر لجن الانتقاء ليزكي التوجس والشك في مدى الذهاب بعيدا وجديا في طريق الإصلاح والتغير،فيكفي وجود بعض الأشخاص ليتعزز التخوف،لنجد منهم من وقف في المعسكر المضاد لدفتر التحملات وجاهر بذلك،ومن بينهم من مرجعيته فرنكوفونية وعربيته ضعيفة أو منعدمة لا تؤهله ليكون حكما كفؤا،وزيادة على حالات التنافي يطرح التساؤل كيف لإداري أن يقرأ ويتمعن ويراجع ويقرر ويكتب التقارير ويعلل الرفض أو القبول الوقت والإمكانيات للجمع بين مهنته الأصلية والإضافة الجديدة ضمن أللجن؟.وهم أنفسهم تربطهم علاقات متعددة مع بعض الشركات،إما بالخبرة أوالتعامل أو بالمصالح أو بيولوجيا دون نفي وجود حبل سري يغذي وينعش البعض بشكل متبادل، وهي الحالات التي ستخلق نوعا من الاستئناس والاطمئنان بين الطرفين.
ولاأدل على أن معسكر بقاء الوضع على ماهو عليه يعزز مواقعه وصلاحياته ، هوالدفاع القبلي الشرس على تمديد العقود القديمة بتبرير الخوف من سنة بيضاء.وكأن سنوات العرايشي التلفزيونية القاتمة والفاشلة كانت مزركشة ومتعددة الألوان ،وحتى مسلسل الاعادات الذي انتهجه القائمون على التلفزيون كان المراد منه تحميل الخلفي المآل الذي أوصله إليه ،و لا احد تساءل عن الانتاجات العديدة التي صورت منذ سنوات وخزنت ولم تبث وبقيت رهينة الحسابات والخطط،لماذا لا تعرض في هذه الظرفية؟.
و بالنظر إلى شبكة البرامج والشركات التي تم تمديد عقودها والى طلبات العروض في الموقع الالكتروني ومحدوديتها وقصر مدة فتح العروض ينكشف بطلان الخشية من سنة بيضاء التي لن تملأها تلك العروض لوحدها،ومما سيسمح لهم بإعادة إنتاج أجزاء أخرى من مشاريع محددة ومحظوظة ومزمنة.
ومع مرور الوقت ستظهر الكثير من الحقائق وتشرح بعض التساؤلات نفسها،وأن من رمى شبكة البرامج خرج بصيد وفير وجيد،ومن كان عليه الانسحاب من نافذة الإغاثة قد عاد من خلالها.