توقفت حركة السير وسط العاصمة الرباط واستدعت مصالح الأمن عناصر شرطة إضافية لتنظيمها. شهدت العاصمة اكتظاظا لا مثيل لة ليلة السبت 28 ماي 2011، سيارات قادمة من المدن المجاورة خاصة الرباط والقنيطرة وحتى طنجة وفاس ومدن أخرى وعشرات المواطنين الذين اختاروا القطار ثم سيارات الأجرة الصغيرة. كان الجميع يقصد فضاء خشبة السويسي لمشاهدة الحفل الاختتامي لمهرجان موازين موسيقى العالم في دورته العاشرة. المنظمون راهنوا على النجمة الكبيرة شاكيرا كي يدخل الحفل تاريخ الحفلات الموسيقية في المغرب، ونجحوا في رهانهم. حج أزيد من مائة وخمسين ألف مغربي إلى شاكيرا، فيما تعذر على الآلاف متابعة هذا الحفل نظرا لعدم استيعاب الفضاء لأعداد أكبر. كان الجو احتفاليا، كما عاينته "كود". فازت البارصا بكأس أوربا للأندية البطلة الليلة نفسها وأمتعت الجمهور. هذا الفوز أعطى طاقة أكبر للفنانة شاكيرا لأنها عاشقة للنادي الكاتالاني وعاشقة للاعبه بيكي. الجمهور الغفير والكبير الذي حضر الحفل أمضى ساعتين ممتعتين رفقة النجمة التي وظفت الجسد والغناء. كانت سعيدة للغاية بهذا الحفل. 7 ساعات في المغرب النجمة المحبوبة شاكيرا التي جعلت من حفل الاختتام أقوى لحظات في تاريخ "موازين" حسب المنظمين، لم تمض في المغرب إلا سبع ساعات. فقد وصلت، كما كتبت ذلك "كود" في وقت سابق، على الساعة الثالثة صباح يوم السبت على متن طائرة خاصة كانت تقلها هي وأربعة من المقربين والمسؤولين عن جولتها. الطائرة الخاصة كانت قادمة من بيروت حيث أحيت حفلا هناك. بعد نزولها بمطار الرباطسلا كان التقت الصحافة وأعطت تصريحا مقتضبا ل"دوزيم"، ثم اتجهت إلى الفيلا الملكية بفندق أمفيتريت بالاص، وهي فيلا تابعة للفندق المتواجد بالصخيرات لكنها مستقلة عليه إذ تتوفر على مسبح خاص وعلى خدمة خاصة جدا ولا يمكنها أن تلتقي بالمقيمين الآخرين بالفندق. أمضت ساعات نوم قليلة ثم انتقلت إلى الفندق لحضور الندوة الصحافية. ندوة قصيرة عقدتها الإجراءات الكثيرة ثم الضعف الكبير للمكلفين بالعلاقات مع الصحافة في "موازين"، وهذه نقطة سوداء في هذه الدورة. عادت إلى الفندق وقبل بداية مباراة البارصا ومانشيستر، كانت الفنانة باللوج المخصص لها، وقد طلبت، كما أكد مصدر ل"كود" من المنظمين إعداد جهاز تلفزيون لمتابعة المباراة التي تمنت أن تحضرها في ملعب ويمبلي بلندن. نتيجة أسعدها كثيرا ففاز حبيبها بيكي بلقب دوري أبطال أوربا. بعد حفلها التاريخي، علمت "كود" أنها استقلت طائرة خاصة وطارت إلى أوربا. لم ترغب في تضييع احتفالات حبيبها بيكي بالفوز واختارت، وفق مصادر ل"كود" أن تحتفي معه بهذا النصر. بشحال جات وشكون جابها تتضارب الأرقام بخصوص تعويض مشاركة هذه الفنانة في الحفل الاختتامي، فالبعض يتحدث عن مليون و200 ألف دولار (لها ولفرقتها ولمصاريفها نقلا وأكلا) وقال أحد منظمي الحفلات ل"كود" أن هذا هو الثمن الحقيقي بهذه النجمة وهو ثمن معروف. بينما يرفض المنظمون إعطاء رقم معين لكنهم، كما قال أحدهم ل"كود" يكتفون بالقول أن الرقم أقل من هذا بكثير. مهما يكن التعويض، فإن من دفعه، وفق ما علمته "كود" هي شركة "طاقة" الإماراتية، التي حصلت على ترخيص باستغلال 40 في المائة من الطاقة الكهربائية بالمغرب ولمدة 30 سنة. وكان موظف كبير في الشركة قد انتقد بشدة منح هذه الشركة الإماراتية لملايين الدولارات سنويا لمهرجان ناشئ (في إشارة إلى موازين). الشركة الإماراتية هي من دفع لشاكيرا وتكلف بمصاريفها طيلة سبعة ساعات قضتها في المغرب.
الشعب رد: بغينا شاكيرا والكوميرا هذا الحفل يعد ضربة قوية لحركة 20 فبراير التي راهنت كثيرا على مقاطعة الرباطيين لمهرجان "موازين"، فقد شهدت الحفلات حضورا غير منتظر فاق، حسب المنظمين ل"كود"، كل التوقعات. أصبح كل حفل يحضره أكثر من 80 ألف شخصا وأحيانا أقل وأحيانا أكثر. كانت الحركة في مسيراتها قد رفعت شعارات، بالإضافة إلى "آش خاصك ألعريان. موازين أمولاي"، "ما بغيناش شاكيرا. بغينا الخبز والكوميرا". الحضور القوي للجمهور في حفلها أظهر أن الشعار ليس شعار الشعب بل شعار نخبة قليلة، فالشعب رد عليهم "بغينا شاكيرا وبغينا الكوميرا". كما أن المواطنون ورغم ضعف حالتهم المادية، كانوا في حاجة إلى الفن والموسيقي إلى ساعات فرح أمضوها في مهرجان "موازين". نجاح "موازين" سيكون له أثر على هذه الحركة المهمة والتي ساهمت بشكل كبير في تحريك ملفات كثيرة، لكن بعض توجهاتها المعادية للفن، جعلتها تسقط في أخطاء وعوض الحديث عن تصور المهرجان وعن المبالغة الكبيرة في ميزانيته وعن أمور أخرى فنية، ركزت نقاشاتها على أن المغرب ليس بحاجة إلى الفن، فمعاداتها للفن سيفقدها شعبيتها ويمس مصداقيتها.