عملت السلطات المحلية المختلفة منذ بداية شهر دجنبر بمختلف الجماعات التي انتشرت بها زراعة القنب الهندي(الكيف)على القيام بحملات تحسيسية وتوعوية من خلال لقاءات تواصلة مع الساكنة او توزع منشورات باللهجة الدارجة تحذر من مخاطر هذه الزراعة ومحفزة على الزراعة المشروعة وهكذا عملت السلطة بدائرة غفساي على توزيع منشور صادر عن عمالة اقليم تاونات يتضمن تحذيرا وتهديدا ووعيدا لفلاحي قبيلة بني زرول (اكبر قبيلة بدائرة غفساي) من زراعة نبتة القنب الهندي (الكيف)، داعية اياهم الى استغلال اراضيهم بمزروعات اخرى نافعة، كما كان يفعل اباؤهم وأجدادهم، وعدم الجشع والبحث على الربح السريع، ومذكرة لهم بسلبيات وعواقب هذه الزراعة المحظورة، وقد جاء في المنشور "أن المخزن عازم بقوة وحزم هاد العام على محاربة الزراعة ديال الكيف" وقد دأبت السلطات منذ سنوات على تنظيم حملات موسمية لمحاربة القنب الهندي بدواوير دائرة غفساي وغيرها من مناطق الاقليم التي انتشرت فها زراعة الكيف كبني وليد واخلالفة، وقد التجأت السلطة الى التحسيس والتوعية ثم التدخل الميداني بإتلاف حقول النبتة قبل نضجها، مع احالة العديد من المزارعين على المحاكم ومتابعتهم قضائيا، قبل أن تتوقف هذه الحملات خلال الموسمين الفارطين، ربطه المتتبعون الى الحراك الشعبي وتبعات الربيع العربي. غير أن هذه الحملات رغم انتظامها لم تحقق نجاحا كبيرا في محاصرة هذه الزراعة، التي عرفت توسعا وتطورا رهيبا خلال العقد الأخير، حتى وصلت الى ضفاف سد الوحدة ومشارف بلدية تاونات، اذ اكتسحت كل جماعات الدائرة ال 13، واستجلبت للمنطقة اصناف جديدة معروفة بخطورتها ومردوديتها المرتفعة، كتلك التي تسمى " خردالة". شيوع هذه الزراعة اتت على مساحات مهمة من الغابات المنطقة التي تعرضت للحرق والاجتثاث في غياب تام للجهات المعنية. كما ساهمت هذه الزراعة في تحسين دخل الفلاحين البسطاء من سكان المنطقة، من خلال تحسن نوعية البناء والسكن مع امتلاك وسائل للنقل المختلفة، والتسابق في اقتناء احدث التجهيزات المنزلية، كما كان لها اثار اجتماعية مدمرة، اذ انهارت الاخلاق بشكل مريع وارتفع مستوى الجريمة، وتفشى الانحراف والدعارة، وتعاطي الممنوعات المختلفة، وغاب الأمن والأمان لدى الساكنة التي باتت تعيش هلها وقلقا دائما من المتابعات القضائية وهجمات المجرمين كتعرض دوار نواحي غفساي ف شهر دجنبر لهجمات منظمة من عصابة مجرمة.