تماما، تماما. ملعب مولاي عبد الله يشبه البرنابيو. تماما. تماما. هو هو. الخالق الناطق. والوزير محمد أوزين يشبه وزيرا. تماما، تماما. كأنه وزير، بل هو بمثابة وزير، ويشبه باقي الوزراء في بقية أنحاء العالم، فالمقارنات مفيدة في مثل هذه الحالات. والرباط هي مدريد، تماما، تماما. إن وزير الشباب والرياضة مثل ملعب مولاي عبد الله تحفة وجوهرة، وحين يشبه أوزين ويقارن فهو دائما يتحدث عن نفسه: جوهرة وتحفة، لكن المغاربة لا ينظرون، ويقللون من شأنهم ومن شأن مسؤوليهم ومن شأن ملاعبهم، وهناك طابور خامس، وهو الذي يشوش، طابور خبيث، لا يحمد الله على نعمة المطر. بل أقول إن المركب الرياضي مولاي عبد الله أفضل بكثير من البرنابيو، وخاصيته هي أنه لا يشفط ماء المطر، ونادر الآن في العالم أن تعثر على ملعب لا يشفط الماء. نحن فقط بين سكان الكرة الأرضية من يتوفر على هذا النوع التحفة والجوهرة من الملاعب. والحال أن أوزين متواضع، ولا يرغب في إغاظة الأعداء والخصوم، ولا يقول أمام الملأ إننا الوحيدون في العالم الذين نتوفر على ملع بيو، وطبيعي مائة في المائة، ولا يشفط الماء، ولا يتجمل، ولا يظهر كأن المطر لا يهطل. الوحيدون الذين لنا ملعب غير معدل جينيا، ولا نخفي شيئا، منتهى الشفافية، ولا نشفط الماء، ولا نتنكر لنعمة الله. يهطل المطر غزيرا وتظهر آثاره وبركه، ويسبح اللاعبون، دون رتوش ودون تدخل، وكل ما يحدث طبيعي مائة في المائة، لا سيليكون ولابوتوكس ولا ماكياج، بل جمال رباني. وعشب بيو ومواطنون بيو ولاعبون بيو ووزير بيو، ويضحك دائما. وبدل أن نشكر الله، ونشكر حزب الحركة الشعبية وتلك السيدة القوية التي أهدتنا وزيرا بهذا الشكل، فإننا نجأر ونسخر ونبكي. فبوزراء على شاكلة محمد أوزين سنحصل على دولة تشبه الدولة، تماما، تماما، هي هي. وبوزراء مثل أوزين سنحصل على حكومة تشبه الحكومة، تماما، تماما. وبأمثال أوزين سنصبح إيجابيين، كلما وقعت كارثة أو فضيحة نضحك ملء أشداقنا، تماما كما يفعل أوزين، كلما ظهر في برنامج. يضحك ويضحك والمغاربة يبكون. هذا يعني قدرة هائلة على التفاؤل وعلى مواجهة الحياة والمصائب والفضائح والكوارث بالضحك. لقد أصبح أوزين وزيرا، وهو في سعادة غامرة، وأي شيء يحدث بعد ذلك، أي كارثة، فلا تأثير لها عليه، مادام قد بلغ القمة، وأصبح ما لم يكن يتوقعه يوما. لقد ترك الأسف والاعتذار للماضي، أما الآن فهو وزير، ما لم يكن يتوقعه يوما صاره، في دولة تشبه الدولة، وحكومة تشبه الحكومات وأحزاب تشبه الأحزاب، تماما، تماما، هي هي. جاء إلى منصبه في زمن قياسي، دون تدرج ولا تهييء، تماما مثل مركب مولاي عبد الله، وها هو يفيض كما الملعب، بالفضائح والصفاقة وبسطل الماء والإسفنجات. كما تتعامل النساء مع ماء المطبخ، وينشفنه، تتعامل دولة منظمة لكأس العالم للأندية مع ملعب كرة، تنشفه بالإسفنج وبسطل. من الصعب بعد الذي حصل أن ينظم المغرب أي شيء. لننظم أنفسنا أولا ولننظم أحزابنا وقبل أن نبني الملاعب ونصلحها لنبن قبل ذلك أحزابنا ولنبن برلماننا حتى لا يدخله من هب ودب ولنبن حكومتنا ونخبنا حتى لا تتحكم بعد اليوم علاقات المصاهرة والقرابة في تحديد قائمة الوزراء وكما نمنع الجمعيات الحقوقية لنمنع تلك الأحزاب التي تأتي بوزراء من هذا النوع الناس يبكون ويشعور بالعار وهو يضحك وإذا لم تكن الدولة معنية بصورتها فنحن معنيون ولا نريد ملعب ريال مدريد في الرباط نحن نعرف إمكانياتنا نريد فقط من يحترمنا وعندنا يرتكب فضيحة وقد حذره الناس منها أن يعتذر ويكون مسؤولا بدل تلك الضحكة الساخرة والمستفزة التي تبرر الفشل وتتمادى فيه لكن لماذا تستغربون وأنتم تعرفون كيف يمكن للمرء أن يصبح وزيرا في المغرب إن الكوارث والفضائح في هذه الحالة هي تحصيل حاصل وليس لنا إلا الضحك تماما كما يفعل الوزير فلنضحك إذن من سطل الماء ولنتشخبط جميعا في مطر الله ولنحمد الله أن هؤلاء اللاعبين الأجانب لم يغرقوا في مركب مولاي عبد الله الذي يشبه تماما البرنابيو إنه تحفة وجوهرة والعهدة على محمد أوزين.