عند الشعوب المتخلفة يكون الصحفيّون بدورهم متخلفّون لأنّ لاشئ يدعوهم أن يرتقوا مادام القارئ محدود المعارف والأفق
ولا عجب حين يُؤثّتون كتاباتهم بثقافة الفضيحة لأنّ العقول الصغيرة يهمّها أمور النّاس ، والفضيحة عندهم ليست التي تهمّ الفساد المالي أو السياسي بل مايهم حميمية النّاس وأخبار أعضائهم الجنسية ، فلا شيئ يبدو غير عادي أن تتصدّر الصفحات الأولى للجرائد المتخلفة عناوين مثل : " ضبط بنت رجل ثري مع وكيل الملك بمدينة…" ، " دركي يصور صديقته في الحمّام " وآخر …" فضيحة برلماني مغربي يسثمني أمام كاميرا "
إنّه البُؤس في أقسى تجليّاته ، ومايزيده بلّةً الغباء النّاجم عن ضعف النّقاش حول مايهمّ حياتنا الجنسيّة ، غياب ثقافة جنسيّة ووعي جنسي يؤطّر ممارساتنا الجنسية ويضعها في إطارها العلمي والصحّي ، من من الرجال لم يستمني ؟ ليس في بداية مراهقته فقط بل حتى في مرحلة متقدمة من سنّه ولايعني ذلك بالضرورة نوع من الشذوذ أو تعبير عن حرمان جنسي بل وسيلة من وسائل لبلوغ اللّذة
الغاية من كل ممارسة جنسية مايجعل منها فضيحة في ثقافتنا هو تغليفها بثنائية الحلال والحرام ، كلّ الرجال تستمنون ، هناك من يفعلها وحده وهناك من يفعل ذلك مع زوجته أوحبيبته وهناك من يفعلها أمام كاميرا
وللإستمناء فوائد كثيرة منها ماهو صحي ومنها ماهو نفسي يكفي فقط الرجوع لمراجع التربية الجنسية للإطلاع على هذا ، أما عن كون فيديو البرلماني كان انتقاما منه لمقاطعته حفل الولاء وعلينا التضامن معه فأعتقد أن دورنا أكبر من التضامن وهو أن ندافع عن حقّنا في أجسادنا أن نستمتع كما شئنا بأجسادنا حتّى ولو رصدتنا كل كاميرات العالم ….