حظي الفنان البريطاني الشهير جيريمي آيرونز، مساء اليوم السبت بمراكش، بتكريم خاص في ثاني أمسيات الدورة 14 للمهرجان الدولي للفيلم، تقديرا لموهبة والتزام فنان مؤمن بدور السينما حتى في أحلك مراحل الانسانية. واستعاد الممثل البريطاني الذي استقبل بترحيب حار من قبل ضيوف وجمهور المهرجان، ذكرى حضوره ضيفا على الدورة الأولى لمهرجان مراكش، في وقت كان العالم يعيش فيه تحت صدمة أحداث 11 شتنبر. وأكد أيرونز، الممثل الذي شارك في أعمال عالمية رفقة أشهر المخرجين والممثلين، إيمانه بقدرة السينما على مساعدة الانسان على الاهتداء الى أفضل ما في طبيعته، ودور الفن السابع في ارساء جسور التفاهم بين الثقافات والديانات والطبقات، وتوطيد القناعة بقدرة الانسان على التقدم نحو عالم أفضل. وعبر نجم "مملكة السماء" عن سعادته بأن قضى حياته كممثل، يحلق في قلوب وعقول الشخصيات العديدة التي أدى أدوراها، ويسافر نحو لقاء أمكنة ساحرة وأشخاص من مختلف البقاع، معتبرا ذلك "امتيازا ثمينا". ولم يخف جيريمي آيرونز انجذابه الى مدينة مراكش وعرسها السينمائي، الذي حمله على العودة أكثر من مرة لتصوير مشاريع سينمائية مع مخرجين كبار. وعبر بالمناسبة عن شكره للأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وميليتا توسكان دي بلانتيي، مديرة المهرجان، إزاء هذا الالتفاتة التكريمية تجاه مساره الفني. وفي شهادتها حول المحتفى به، اعتبرت الممثلة الفرنسية ليتيسيا كاستا أن النجم البريطاني يكرس تقليد كبار الممثلين البريطانيين من عيار شون كونري وأنتوني هوبكينز وغاري غرانت. وأثنت على فنان اكتسح السينما الأمريكية وأبان عن موهبة ودقة استثنائيين سواء في مشاركاته بأفلام سينما المؤلف أو الانتاجات الضخمة، مذكرة بأنه خريج مدرسة كبيرة تتمثل في فرقة شكسبير المسرحية البريطانية. وأضافت ليتيسيا كاستا أن جيريمي آيرونز يجذب، بأدائه عالي الإتقان، المشاهد نحو تأملات ذاتية وعوالم باطنية غامضة. كما نوهت بالتزامه الانساني والنضالي من أجل حماية البيئة. يذكر أن جيرمي أيرونز من مواليد 1948. حاز، عبر مسيرته الحافلة، على جائزة الأوسكار، وفاز مرتين بجائزة إيمي، كما حصل على الغولدن غلوب. ومن أهم أفلامه التي طبعت تاريخ الفن السابع "المهمة" (1986) "انعكاس الحظ" (1990)، "بيت الأرواح" (1993)، "مملكة السماء" (2005)، "إليزابيث الأولى" (2005).