استعرضت مجموعة من النساء، صباح اليوم الأربعاء بمراكش، تجاربهن في مجال ريادة الأعمال، حيث تمكن من تحويل الصعوبات والتحديات إلى قصص نجاح. وفي هذا الصدد، قالت عالمة الفلك المغربية مريم شديد، خلال جلسات مناقشة حول القضايا المرتبطة بالريادة النسائية، نظمت في إطار القمة العالمية لريادة الاعمال (19 /21 نونبر)، إنه "عندما يكون لدينا حلم وهدف ونقوم بمهمة نحبها، كل الصعاب تتحول الى فرص"، مؤكدة أنه بالإصرار والعزم تمكنت من تحقيق حلمها في الذهاب إلى أبعد حد. وذكرت السيدة شديد، أول امرأة إفريقية وعربية تصل إلى القطب الجنوبي المتجمد، بأنها "ولدت وسط عائلة محافظة، كان ابي حدادا وأمي ربة بيت، وكانا يرغبان في ان أمارس مهنة تقليدية كأن أكون مهندسة أو طبيبة، لكني كنت أرغب أن أصبح رائدة فضاء وعمري لم يتجاوز السابعة". وتضيف "بعد حصولي على الاجازة، كان خيارا صعبا بالنسبة لي ترك أسرتي والذهاب إلى فرنسا والتشبث بالحلم الذي ظل يراودني، لكني اخترت الصعوبة والتضحية والمثابرة". لم يكن طريق مريم شديد مفروشا بالورود، إذ تؤكد أنها قضت أربع سنوات في الصحراء بالشيلي، وحضرت أطروحتها في علم الفلك في منطقة معزولة في ظروف جد صعبة، لكنها تمكنت من بناء مرصد بالشيلي، حيث كانت ضمن الفريق الاول الذي ساهم في بنائه والذي كان مكونا بالأساس من الرجال. "في هذه الفترة تعلمت كيف أحول الصعوبات الى فرص نجاح وأن أحافظ على روح إيجابية، كنت أشتغل أكثر من الرجال لأبرهن على أن النساء قادرات على تحمل المسؤولية"، تقول السيدة شديد، التي اعتبرت أن المرأة ذكية ومعروفة بالمثابرة وأن العلوم بحاجة الى النساء لأنهن يتحلين بخاصية التدقيق في الامور. وأشارت إلى أن هناك بعض المستثمرين الذين يوكلون مهام للنساء لكن يرفضنها بدافع الخوف من عدم القيام بالمهمة على احسن وجه، مؤكدة أنها تحاول في مسارها دعم النساء في مجال العلوم وتشجيع الشباب، وكذا الاطفال للإقبال على العلوم وتحسيسهم بأنه عندما يكون لديهم حلم، فهناك دائما فرصة لتحقيقه. أما إيمان مطلق من الاردن، فقد أسست مقاولة مكنتها من جني المال وتحمل المسؤولية وعمرها لا يتجاوز الثامنة عشر، وقررت مغادرة الجامعة والانخراط في العمل المقاولاتي. وتقول السيدة إيمان "حققت النجاح لكن كنت أشعر بأن ثمة شيئا ينقصني فعدت بعد عشر سنوات الى مدرجات الجامعة كباحثة تخصص في الاعمال وحصلت على ماجستير"، مؤكدة أنه لا يجب التوقف عن التعلم بغض النظر عن أعمارنا. وتلح على انه بالرغبة والايمان بقدراتنا يمكن القيام بأشياء سحرية، وأثارت في الوقت نفسه إشكالية انعدام الثقة لدى بعض النساء بحكم شخصيتهن والمحيط الذي يعشن فيه، مؤكدة على ضرورة "ردم الهوة بين ما نحن عليه الان وما نتوق لتحقيقه والاستعداد للنجاح ومحاربة الخوف". وشكلت جلسات مناقشة القضايا المرتبطة بريادة الاعمال النسائية مناسبة لكل من لطيفة الوعلان، مؤسسة شركة "ياقوت" من المملكة العربية السعودية، ولمياء بوطالب، الرئيسة المديرة العامة لمجموعة "كابتال تراست" من المغرب، وباربارا رودزي، المؤسسة والرئيسة المديرة العامة لشركة "بار رو نيت وير" من زيمبابوي وشادية سليم، مؤسسة شركة "ايت فودز" من الولاياتالمتحدة، لتقاسم تجاربهن الناجحة في مجال ريادة الاعمال حيث بصمن حضورهن. وفي هذا الاطار، أوضحت السيدة باربارا انها اشتغلت على مدى خمسة عشرة سنة في مقاولة عائلية، لكنها لم تكن راضية عن هذا النسق مما دفعها الى البحث عن محفزات لتغيير مجرى حياتها، لتقرر الاشتغال في مقاولة مع نساء في العالم القروي. أما السيدة بوطالب لمياء فاختارت عالم الأبناك حيث أسست بنكا مستقلا بدافع البحث عن الاختلاف وكذا لتحفيز المقاولات النسائية. وبالنسبة للسيدة لطيفة وعلان، فانطلاقا من اقتناعها بأن التكنولوجيا شرط اساسي للنجاح في مشروعها، فقد اختارت التجديد على مستوى التعريف بمنتوجاتها وتنظيم الاشهار بطريقة مدروسة ووضع استراتيجية واضحة. في حين سجلت السيدة شادية سليم أن فكرة مشروع شركتها لانتاج المواد الغذائية الحلال انطلقت من حاجتها الشخصية باعتبارها تقيم في المملكة المتحدة. وقد اكدت هؤلاء النساء، رائدات الاعمال، على أهمية المؤطرين والمرشدين في نجاح مشاريعهن من خلال الانصات الى نصائحهم وتوجيهاتهم. كما شددن على ضرورة التحلي بالجرأة وعدم الخوف من الفشل، والاهتمام بالتفاصيل والعمل من اجل ضمان استمرارية المشروع، معتبرات ان كل شخص بمقدوره ان يكون مقاولا وانه على صاحب المشروع ان يكون لديه حلم كبير. وقد تم التأكيد خلال هذه الجلسات على أن إفريقيا، والمغرب خاصة، يوفران افضل الفرص لريادة الاعمال، مع ضرورة تقديم الدعم للنساء بهذا الخصوص.