أكد الملك محمد السادس في رسالة إلى المشاركين في الدورة 61 للمؤتمر العالمي لسيدات الأعمال المنعقدة بمراكش يوم الجمعة الماضية 27 شتنبر 2013 بمراكش حسب قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء تلتها مستشارته زليخة نصري أن المغرب يواصل، وبخطوات حثيثة وعقلانية، مسيرته على درب تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، في الحقوق والواجبات، لاسيما بالعمل على التطبيق الأنجع لأحكام مدونة الأسرة التي منحت المرأة وضعا يحفظ لها كرامتها، ويضمن لها العدل والإنصاف. وأضاف الملك أن أحكام الدستور الجديد المتعلقة بالحقوق والحريات الأساسية خولت للمرأة نفس الحقوق والواجبات التي منحتها للرجل، فاتحة أمامها بذلك باب المشاركة الكاملة والشاملة في الحياة العامة، كما نص الدستور على إنشاء هيأة مكلفة بالمناصفة ومحاربة جميع أشكال التمييز، إلى جانب التنصيص على إقامة مجلس استشاري للأسرة والطفولة. وبفضل هذا التعديل الدستوري، يقول الملك محمد السادس، أضحى الإطار القانوني والمؤسساتي الوطني الخاص بوضع المرأة منسجما مع المعايير الدولية التي التزم المغرب بها للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. وعبر الملك عن تقديره للدور الذي لعبته المرأة المغربية كطرف فاعل في الحركة الوطنية في الكفاح من أجل استرجاع استقلال المغرب، وفي مسلسل بناء المغرب الحديث، علاوة على حضورها الفاعل ضمن الأحزاب السياسية والتنظيمات النقابية، في إطار تعددية حقيقية متجذرة ثقافيا، مكنتها من ولوج مجالات الأنشطة المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ونوهت الرسالة ، في هذا الصدد، بكل الجهود التي ما فتئت المرأة المغربية تبذلها، في سبيل الدفاع عن حقوقها، ولمشاركتها السخية في الحركة الجمعوية الوطنية، خاصة ضمن المنظمات الاجتماعية التي تنشط في مجال رعاية الأطفال، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والنساء في أوضاع هشة، مؤكدا أن انخراط المرأة والتزامها يشملان كافة جهات المملكة، سواء كانت مراكز حضرية أو ضواحي مدن أو مناطق قروية. وخيمت أجواء الاحتراز الأمني الشديد على الجلسة الافتتاحية ولوحظ إنزال أمني كبير في فضاء انعقاد المؤتمر ومحيطه بمنطقة أكدال السياحية مع تدابير أمنية غاية في الصرامة. ومنع المنظمون مراسل التجديد من تغطية هذا الحدث في خطوة غير مسبوقة بدعوى أن «جمعية النساء المقاولات بالمغرب» المشرفة على تنظيم المؤتمر أرسلت فقط دعوات إلى ما سمي «وسائل الإعلام الشريكة»، كما منع «جميع الصحفيين من تتبع أشغال الجلسة الافتتاحية باستثناء التلفزيون ومصورين خاصين»، على حد تعبير المسؤولة عن التواصل والإعلام بالمؤتمر. وترأست الأميرة للا مريم، رئيسة الاتحاد الوطني لنساء المغرب حفل افتتاح المؤتمر الذي حضره أزيد من 700 رئيسة مقاولة يتحدرن من 70 بلدا من مختلف أنحاء العالم. وشكل هذا الحدث، المنظم على مدى أربعة أيام حول موضوع «سيدات الأعمال .. قيم أكيدة من أجل أداء مستدام»، فضاء لالتقاء النساء اللائي برزن في المشهد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي لبلدانهن، من أجل تقاسم خبراتهن وإنجازاتهن المهنية والشخصية، وتبادل أفضل ممارسات الحكامة وتطوير شبكات وفرص الأعمال. واعتبر هذا المؤتمر مناسبة سانحة لطرح الإكراهات والمعيقات التي تعترض تطور المقاولة النسائية، واكتشاف مسارات جديدة للتعاون، وتبادل القيم المشتركة للنهوض بهذه المقاولة، وإعداد أجيال جديدة من المقاولة النسائية. وتضمن برنامج هذا الحدث العالمي العديد من الجلسات والورشات ينشطها خبراء وأصحاب قرار من مستوى عال، تتناول مواضيع مختلفة ذات صلة بعالم المقاولة، من قبيل مناقشة الدور الرئيسي للنساء رئيسات المقاولات في الأداء المستدام للمقاولة والمجالات الترابية باعتبارها مؤهلات لتحقيق التنمية، وفرص الاستثمار بإفريقيا وبلدان الخليج، والنهوض بالتصدير بالمقاولات النسائية، والابتكار، والمسؤولية الاجتماعية. وتناول المشاركون في هذه التظاهرة الدولية، المنظمة من قبل جمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب، محاور أخرى تنصب حول «سيدات الأعمال بدول الخليج والاستثمار»، و«المغرب كشريك استراتيجي»، و«استثمار مسؤول اجتماعيا من أجل أداء مستدام».