يصعب على المبدع سينمائيا كان أو روائيا أن يتعامل مع أحداث شكلت نقطة تحول في مجتمع. أحداث كبيرة مازالت حاضرة في أذهان الجميع. نبيل عيوش اختار ركوب قارب صعب مليء بالأمواج العاتية، فقدم فيلمه "يا خيل الله" عن أحداث 16 ماي الإرهابية. عيوش لم يقدم رؤيته الشخصية لتلك التفجيرات الإرهابية التي ضربت خمسة مناطق في الدارالبيضاء سنة 2003 وخلفت 45 قتيلا وغيرت تاريخ المغرب المعاصر، بل اعتمد على رواية ماحي بينبين "نجوم سيدي مومن".
الفيلم يقدم قصة أربعة شباب من كاريان "طوما" (وان لم يسمه) بسيدي مومن تحولوا نتيجة عوامل كثيرة يقف عندها الفيلم إلى "قنابل" ادمية.
ينقسم الفيلم المثير إلى قسمين : في جزئه الأول يركز المخرج عن حلم شاب نسي اسمه (طارق) واصبح "ياشين" (اسم الحارس السوفياتي الشهير). يحضى ياشين بحماية أخيه حميد. ولد الدرب الذي يعرف كيف يتعايش مع قسوة الحياة. هذا الجزء مفعم بالعواطف والأحاسيس. قوة أداء الممثلين خاصة مجسد شخصية ياشين أعطى للفيلم لذة ومتعة. القصص الإنسانية البسيطة من المعاش اليومي وبراعة المخرج في إدارة ممثليه وطريقة التوضيب خلقت تفاعلا إيجابيا بين المشاهد المتلقي وبين العمل الفني
الجزء الثاني الذي تحدث عن الانعراجات الكبيرة التي خلقت من ياشين وأصدقائه قنابل مدمرة كان تقريريا، طغى التقرير على الجمال وضاعت تلك المتعة التي لمسها المشاهد في بداية الفيلم. يخيل للمشاهد، خاصة الذي واكب عن قرب تلك الأحداث ومجريات التحقيق، انه أمام محاضر شرطة.
كما توالي الأحداث لم يكن مقنعا بالشكل الكافي، خاصة التحاق ياشين بجماعة أبو الزبير. حادث قتل الميكانيكي جعلها المخرج المنعرج لالتحاق شاب ظل يرفض التطرف للجماعة. ثم التحاق أصدقاء ياشين الثلاث بالخلية فتردد حميد ورفضه لفكر خرج مقتنعا منه من السجن افتقد هو الآخر للاقناع.
عموما سيعيد هذا الفيلم النقاش حول حادث تاريخي حاولت بعض الأحزاب خاصة العدالة والتنمية غير ما مرة إخراج النقاش عليه إلى المجتمع وفشلت. الفيلم ليس بقوة "علي زاوا" لكنه افضل بكثير من "ما تريده لولا". افتقد إلى الرؤية الشخصية للمخرج وكادت التقريرية ان تقتله.