اشغال المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي، المنعقد اليوم بالرباط، انتهت بالمصادقة على تاريخ المؤتمر بشكل نهائي، أي منتصف دجنبر المقبل، وكان أكبر الخاسرين من هذا التاريخ، احمد الزيدي، مرشح اليازغي وطارق القباج للكتابة الأولى، أما ثان أهم مقرر صادق عليه المجلس فهي مسطرة انتخاب الكاتب الاول، وإذ من المحتمل أن يصادق عليها المؤتمرون كذلك، فإنها ستبعثر على شكلها الجديد حسابات كافة المرشحين للكتابة الأولى، أما انتداب المؤتمرين فإن جهتي الدارالبيضاءوالرباط قد تضررت من مسطرة الانتداب وهكذا اجهض أعضاء المجلس الوطني الذي انعقد اليوم بالمقر المركزي للحزب في الرباط، مساعي آخر مرشح يعلن عن ترشيحه، وهو احمد الزيدي، رئيس فريق الحزب بمجلس النواب، الذي حاول الدافعون به الى الترشح خلال الاسبوعين الماضيين، تأجيل تاريخ المؤتمر، لكنهم فشلوا في ذلك لأن أعضاء المجلس الوطني، حسب مصادر اتحادية أدركوا أن أي تأجيل محتمل سيجعل الحزب منافيا لمقضيات قانون الاحزاب الجديد، وسيحرمه من أموال دعم الدولة كما أن إطالة الأزمة الحالية ستؤثر على تحضيرات الحزب للانتخابات الجماعية المرتقبة بعد سنة من الآن
على مستوى مسطرة انتخاب الكاتب الاول للحزب، فقد صادق المجلس الوطني اليوم على مقرر يقضي بانتخابه على طريقة النظام الرئاسي في دورتين، أي يتقدم المرشحون أمام المؤتمر بترشيحاتهم، وإذا حصل واحد منهم على أكثر من خمسون في المائة من الاصوات فهو الفائز بالكتابة الاولى، ولكن يقول مصدر اتحادي، “إذا ما بقيت الأسماء المتداولة حاليا كلها مرشحة، وهي حوالي خمسة، فإنه من المحتمل اللجوء الى الدور الثاني، لكن سيخوضه فقط المرشحين الأول والثاني حسب نتائج الدور الاول" يؤكد المصدر
المتحدث يضيف قائلا : « إذا ما صادق المؤتمرون بدورهم على هذه المسطرة كما فعل المجلس الوطني، فإن هذه المسطرة التي تمت هندستها أساسا لكبح جماح إدريس لشكر، ستعيد تشكيل خريطة الترشيحات في المدة التي تفصلنا عن المؤتمر، ففي الغالب فالمرشح للكتابة الاولى الفاشل في الدور الاول يعد أيضا وبشكل أتوماتيكي خارج المكتب السياسي، وبالتالي فذوي الحظوظ غير المؤكدة في الفوز بالكتابة الأولى قد يتراجعون عن تقديم ترشيحاتهم حفاظا على إمكانية عضويتهم للمكتب السياسي، وهنا أقصد بالذكر إدريس لشكر، أما المرشح الذي تخدمه هذه المسطرة أكثر فهو فتح الله ولعلو بصفته مرشح التوافق" حسب المتحدث
من جهة ثانية، أنهى اعضاء المجلس الوطني، الجدل والتجاذب الداخلي حول مسطرة اعتماد المؤتمرين، فقرر أن تتم اعتماد نسبة خمسة وعشرون في المائة بناءا على العضوية والبطائق، اما الخمسة والسبعون في المائة، فستكون بناء على نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، وبالتالي يعلق مصدر اتحادي “قد تكون جهات سوس والصحراء وفاس ممثلة بأكبر عدد من المؤتمرين فيما تبقى جهات الدارالبيضاء ومراكش أكبر متضرر، لأن الحزب لم يفز فيهما بأي مقعد برلماني" يقول المعلق
و اعاد الاتحاد الاشتراكي الى هياكله هيئة “اللجنة الادارية" وستكون أعلى هيئة تقريرية في الحزب بعد المؤتمر، ومنها سيتم انتخاب فريق المكتب السياسي الذي سيشتغل الى جانب الكاتب الاول في تنفيذ مقرراتها
إلى ذلك، علمت “كود" أن هذه المقررات ستبعثر حسابات الراغبين في الترشح للكتابة الأولى، رغم أن السيناريو المحتمل الوقوع، هو لجوء صقور الاتحاد الى “منطق تعاقب الاجيال"، وهو نفسه منطق أصبح يقتنع به حتى شباب اتحاديو عشرين فبراير ويخدم طموحات ادريس لشكر، ويقول المتحدث : »للمرور بسفينة الحزب الى شاطىء النجاة قد يتم التوافق على استمرار الجيل المؤسس في قيادة الحزب خلال العشر سنوات المقبلة،فتح الله ولعلو كاتبا أولا للولاية القادمة والمالكي نائبا له، وفي المؤتمر العاشر سيمر المالكي الى دفة التسيير، وسيكون ادريس لشكر كاتبا له قائدا لما يسمى “لجيل المساهم في البناء" حسب المتحدث
ويضيف قائلا : »بالنسبة لاتحاديو عشرين فبراير فمنطق تعاقب الاجيال سيجعل المعركة سهلة في سنة 2022 في مواجهتهم لآخر الصقور وهو إدريس لشكر، أما بالنسبة لهذا الأخير، فبعد عشر سنوات ستكون حكومة العدالة والتنمية قد انهت ولايتين في الحكم، ومن ثم سيتزامن وصول لشكر الى الكتابة الاولى بالتزامن مع عودة الاتحاديين الى الحكومة مع حزب الأصالة والمعاصرة"، مصدر “كود" يقول إن “هذا السيناريو سيبدو لكم مثل حساب “الخشيبات" لكنكم ستتفاجئون من صدقيته المحتملة جدا" على حد تعبيره