حسمت «لجنة تفعيل الأداة الحزبية»، المتفرعة عن اللجنة التحضيرية لمؤتمر الاتحاد الاشتراكي، في طريقة تطبيق نظام اللائحة الذي صادق عليه المجلس الوطني قبل أسبوعين، لاختيار الأجهزة التنفيذية للحزب. وعلمت «المساء» أن اجتماع اللجنة، الذي عقد أول أمس بالمقر المركزي للحزب بالرباط، توصل إلى أن اللائحة المرشحة لعضوية المكتب السياسي، والكتابة الأولى، يجب أن تتوفر فيها مجموعة من الشروط، أولها أن تضم 23 عضوا، وهو مجموع أعضاء المكتب السياسي، ثانيا أن تتقدم اللائحة ببرنامج تعاقدي أمام المؤتمرين، ثالثا أن تحصل اللائحة على 20 في المائة من توقيعات أعضاء المجلس الوطني البالغ عددهم أزيد من 400 عضو، وذلك لقبولها للتباري. كما أكدت اللجنة البالغ، عدد أعضائها حوالي 80 عضوا، أنه سيتم اعتماد التمثيل النسبي للوائح في المكتب السياسي على أساس أن تحصل كل لائحة على عتبة من الأصوات تصل إلى 20 في المائة. ومن المنتظر أن تجتمع لجنة صياغة، متفرعة عن اللجنة، للتدقيق في هذه القرارات قبل عرضها على المجلس الوطني المقرر عقده في بداية يونيو المقبل. ويتوقع أن يعرف المجلس تجدد الجدل حول اللائحة ومسطرة اعتمادها، خاصة من قبل مجموعة من الاتحاديين المقربين من إدريس لشكر. ولازال قرار اللجنة التحضيرية باعتماد ترشيح اللوائح لانتخاب المكتب السياسي يثير زوبعة داخل الحزب، خاصة وسط المدافعين عن الترشيح الفردي، وكادت هذه الخلافات تفجر اجتماع «لجنة تفعيل الأداة الحزبية» أول أمس، وهي المكلفة بإعداد تصور لمراجعة القانون التنظيمي للحزب، وتطورت الخلافات إلى تبادل للاتهامات وتهديدات بإفشال المؤتمر. وعلمت «المساء» أن كلا من خالد أصواب، عضو الكتابة الجهوية للحزب بالرباط، وعلال أوشن، كاتب فرع دائرة اليوسفية بالرباط، عارضا بقوة اعتماد اللائحة، وأرادا إعادة النقاش من جديد حول هذه المسطرة، مما خلف غضبا لدى معظم الحاضرين الذين اعتبروا أن الموضوع تم الحسم فيه خلال الاجتماع السابق للمجلس الوطني، ووصل الحد بأحد المعارضين إلى التهديد بمنع انعقاد مؤتمر الاتحاد، وهو ما ووجه بالاستنكار من طرف الأعضاء. واضطرت اللجنة إلى إعادة فتح النقاش حول نظام اللائحة، حيث تم تسجيل 31 تدخلا، 24 منها أيد اعتماد اللائحة، فيما عارضها أربعة. وكان المجلس الوطني للاتحاد المنعقد قبل أسبوعين أقر الورقة السياسي والورقة الاقتصادية والاجتماعية المنتظر عرضها أمام المؤتمر، فيما صادق على اعتماد اللائحة في الترشيحات للمناصب التنفيذية، على أن تتولى «لجنة تفعيل الأداة الحزبية تدقيق طريقة تطبيق نظام اللائحة». ولا تعرف إلى حد الآن اللوائح المرشحة للتباري في مؤتمر الاتحاد المقرر عقده في 13-14-15 يونيو في مدينة بوزنيقة، لكن مصادر اتحادية تحدثت عن تحركات يقوم بها عضوا المكتب السياسي فتح الله ولعلو والحبيب المالكي، للترشح ضمن اللوائح، فيما ذهبت مصادر أخرى إلا أن محمد اليازغي، الكاتب الأول المستقيل، قد يدعم لائحة تضم المقربين منه، وإذا حصل ذلك، يقول المصدر، فإن كل الحسابات ستنقلب في المؤتمر.