على مرمى حجر من احتضان المغرب للمؤتمر العالمي لحقوق الإنسان (من 27 إلى 30 نونبر2014 بمراكش) يستمر منع وإقصاء الرأي الآخر والتضييق على نشطاء حقوق الإنسان، وبهذا قدم الرسميون عربونا للمجتمع الحقوقي الدولي على مدى تشبتهم بالقيم الدولية في هذا المجال، فزجوا بشاب يبلغ من العمر 17 سنة في السجون لكونه عبر عن رأيه في "نشيد وطني" أرادوا إلباسه طابع القداسة، خصوصا وان رصيدنا من المقدسات والخطوط الحمراء يغتني كل يوم بمقدس جديد يضع الكمامة فوق الكمامة حتى لا يصدر عن الألسنة رأي أو موقف أو مجرد صرخة أو شكوى. ومن حسن حظ الشاب مغني الراب عثمان عتيق الملقب ب "مستر كريزي" انه أدرك هذه الحقيقة قبل بلوغه سن الرشد "الرسمي" رغم رشده الإلتزامي الفني والنقدي المبكر، حتى لا ينخدع مستقبلا بأسطورة "هوامش حرية التعبير" التي تم توسيعها على ما يبدو لقمع كل من يخالفهم الرأي ، وأن هذه السلطة الظالمة تتوفر على وسائل إعلام خاصة جدا لا يقربها المغضوب عنهم. وهو ما يعني أن الشعب المغربي يمول من عرق جبينه إعلاما ومهرجانات وضعت أساسا لمحاربة أبناءه ممن صنعوا من فنهم نشيدا للحرية. عوض أن يكون عثمان عتيق اليوم جالسا على مقعده بالمدرسة، هاهو يقبع بإحدى زنازن سجن عكاشة بتهم ثقيلة منها : "تحريف كلمات النشيد الوطني" و "إهانة هيئة قائمة" و"نشر تعابير غير أخلاقية" و " الحث على استهلاك المخدرات" لا لشئ سوى انه قدم صورة شبه فوتوغرافية عن واقع أحياء الهامش البيضاوي كرمز لهامش اكبر اسمه المغرب ، مما يعني أن الجهر بالحقيقة جناية يطالها الزجر والعقاب، حتى لا تتحول الحقيقة إلى مقدس لشعب بأكمله. الم اقل لكم أن القضاء بالمغرب يعني القضاء على الحق ،وان العدالة سلاح تستعمله السلطة ضد معارضيها وهذه العدالة "مستقلة" عن العدالة الحقيقية التي تنمو في تربة الحق والقانون. أضم صوتي لكل الذين يقفون متضامنين مع عثمان حتى يطلق سراحه فورا ويعانق الحرية، كلنا "مستر كريزي" عثمان عتيق.