فيلكس فور ينحدر من عائلة فقيرة، كانت تشتغل في النجارة وبيع الخشب ، بعيد تخرجه من ثانوية بوڤي ، إشتغل في تجارة الجلد و صناعة الأحذية ، إستطاع فيما بعد ،تأسيس أول شركاته ،لكن ولعه بالجيش ، جعله يهمل الأعمال والتجارة، لكي يشارك في جل الحروب التي شنتها الإمبراطورية الفرنسية الثانية . عرف بمعادته للنظام الإمبراطري ،وولائه للجمهورية ، فور سقوط حكم نابليون الثالث ، تقلد مناصب سياسية عدة ، توجت بتوليه رئاسة الجمهورية الفرنسية ، سنة 1895.
الرئيس فور ، كان كاثوليكيا ملتزما ،ومنتميا إلى الإخوة الماسونيين ، الشيء الذي كان يحتم عليه ،الإلتزام بضوابط أخلاقية صارمة، لكن فلكس كان رئيسا بوجهين ، خاصة في حياته الخاصة،بجانب زوجته التي أنجب منها طفلتين ، لوسي و أنطوانيت ، كان يواعد عشيقته ،مارغريت دو ستانهيل ، والتي كان يكبرها ب 29 سنة.
يقول المثل الفرنسي الساخر la cigarette tue et la pipe détend , وهم هنا لايقصدون ب "لاپيپ" الغليون ،بل الجنس الفموي ، أي "لافلسيون". حكاية فلكس وعشيقته ، ستبين العكس ، وأن "لاپيپ " أيضا تقتل، كما تقتل السيجارة.
فور وصول مرغريت إلى غرفة نوم الرئيس ، أراد هذا الأخير أن يفعل معها الأفاعيل المعتادة ، لكنها تمنعت بغنج طافح، قائلة : هاته المرة سأجعلك تستمتع أكثر ! طلبت منه خلع سرواله ، ثم أخدت في ممارسة "پيپ" أو الجنس الفموي، إستمر الأمر هنيهة ، ثم صرخ الرئيس ، توقفي توقفي.. لم يعد بإستطاعتي أن أتنفس وأبصر..توقفي! خر الرئيس ،وغاب عن الوعي ، فرت العشيقة عبر الباب الخلفي ، بعدما قامت بإبلاغ حاجب الرئيس، على الرغم من مجهودات الأطباء، فارق فيلكس فور ،الحياة على الساعة الحادية عشر ليلا !
الجرائد الفرنسية ، لوموند ،لوفيغارو.. والنخبة الفرنسية ، كليمونصو ، بول ديغوليد..وغيرهم ،سخروا من طريقة وسبب وفاة رئيس الجمهورية، تناسلت العناوين والمقالات ،المتهكمة والمنتقدة لفلكس فور..لكن لاأحد منهم إستطاع أن ينكر ، أن الرئيس قد ودع الحياة وهو سعيد..كم منا يتمنى أن ينتقل إلى العدم ،وهو في أوج المتعة!