أصدر صندوق الأممالمتحدة للسكان، تقرير جديدا يرصد واقع ظاهرة تزويج الفتيات القاصرات، واللاتي سيصل عددهن بحلول عشرين سنة القادمة أزيد من 14 مليون فتاة ما دون سن الثامنة عشر ستزوج. التقرير اعتبر أن تزايد عدد الزيجات في أوساط الفتيات القاصرات سيسبب في ارتفاع عدد والوفيات في أوساطهن، بسبب الحمل المبكر. التقرير ربط زواج القاصرات بالوضعية المادية لبعض الآباء الذين يجرون وراء مقابل مالي بتزويج بناتهم في سن مبكر، وهو ما يترتب عنه ضياع فرص التمدرس بالنسبة للفتيات وكذا صعوبة الاستقلال المادي الناتج عن غياب فرص العمل، واستمرار اللامساواة بين الجنسين لجهل البنت القاصر بحقوقها المشروعة وطرق الدفاع عليها بفعل صغر سنها.
وكانت قد أعلنت 158 دولة في سنة 2010 أن سن الزواج القانوني الأدنى لديها هو 18 سنة، في ما تظل مجموعة من الدول رهينة إرادة الأب أو الوالي في اتخاذ قرار زواج القاصر لعدم تحديد سن الزواج القانوني المتعارف عليه دوليا وحقوقيا ومن بين هته الدول المغرب.
ومن جانبها قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن أي زواج يكون فيه طرف في سن أقل من 18 سنة يضر به وخاصة الفتيات، كما يخرق زواج الأطفال حقوق إنسانية أخرى، منها الحق في التعليم والحق في عدم التعرض للعنف، وانتهاك الحقوق التناسلية وعدم إتاحة الرعاية المتعلقة بالصحة التناسلية والجنسية، والعمل، وحرية التنقل، والحق في الزواج بعد القبول.
وقد وثقت بمناسبة اليوم الدولي الأول للفتاة، منظمة هيومن رايتس ووتش شهادات صادمة لقاصرات زوجن قصرا. وقالت فتاة قاصرة من بنغلادش تدعى فايزة أحمد لهيومن رايتس ووتش إنها أجبرت على الزواج ما إن انتهت من الفصل الدراسي الخامس.
وبعد الزواج، لم تتمكن من إرضاء طلبات زوجها بأن تأتيه بنقود من أسرتها "نقود المهر"، وكان يضربها وفي النهاية سكب عليها حمضاً قوياً، على وجهها وعينيها وظهرها.
وفالت الفتاة "ضربني (زوجها) بشيء على وجهي، وكان حارقا. بدأت أصرخ وأجري. أمسك بيدي وسكب المزيد منه على ظهري. كان شعري طويلا. كان شعري جميلا، وها قد احترق كله. أحرق عينيّ ولم أعد قادرة على الرؤية جيدا".
وفي العاصمة اليمنية صنعاء، قابلت هيومن رايتس ووتش في عيادة للصحة التناسلية نجلاء التي قالت إنها تزوجت بعد أن أتمت السنة الثانية بالمدرسة الثانوية، فكانت تقريبا تبلغ من العمر 15 عاما وقت زواجها. وعندها طفلين ولدا قبل أن تتم سن 18 عاما.
وقالت "كنت حبلى في الطفل الثاني عندما كان طفلي الأول عمره 5 شهور. رحت أنزف بغزارة على مدار خمسة أيام وحسبت أن هذه دورتي الشهرية. كانت حماتي تعرف بما يحدث لي، لكنها لم تخبرني بأي شيء".