— احذروا فالمغرب حذِر من المجهول. احذروا يا مغاربة من كل شيء و أي شيء فدولتنا الكريمة أنزلت الجيش مدججا بالأسلحة في الشوارع. احذروا لأنكم لا تعلمون لما يجب أن تحذروا. أفراد الجيش يجوبون شوارع اكبر المدن المغربية ببندقياتهم المسلولة و على ذراعهم الأيمن عبارة حذر مخطوطة باللون الوردي.. و لا نعلم متى ستصبح حمراء لنعلم سبب هذا التنزيل المكثف لهم. لا أخفيكم سرا أنه كان على المغرب اتخاذ هده الخطوة منذ وقت وطويل فشوارعنا تنضب بالمشرملين والمجرمين, السارقين والمتحرشين و القاتلين المتسلسلين….الخ. لكن مغربنا لا يهتم لأمننا طبعا لذلك أستبعد تماما أن يكون السبب هو راحة المواطن و اطمئنانه. فنحن نعاني من عدم الأمن منذ الأزل نسرق و نطعن بالسيوف والخناجر… نغتصب و يتحرش بنا و لم تأبه لنا دولتنا و لا شرطتنا فكيف لجيشنا الذي لا يتحرك إلا إذا اقترب الخطر من كبار القوم. هدا الإنزال يا سادة يجعلنا نراجع أوراقنا و دفاترنا و سجلاتنا. فهل استفاق المغرب أخيرا للخطر الداعشي ؟ هل علمت المخابرات أخيرا أن داعش بيننا و ليست على الحدود التي سيجت بسياج الكتروني… ؟ هل استفاقت حكومتنا الملتحية أخيرا و انبهرت بكَم الدواعش المغاربة الذين هاجروا و عدد إخوانهم المرابطين في أرض المغرب ؟ أم أن مساعدة المغرب لدول الخليج في تعزيز أمنهم جعلته يتذكر حكمة "أن فاقد الشيء لا يعطيه" ؟ اختلطت الأمور علينا و أكمل السيد الخلفي وحكومته خلطها. فتواجد منصب وزاري يدعى"وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة " لم يخلق عبثا. بل مهمته تكمن في شرح ما يجري الآن, إن لم يشرح لنا السيد مصطفى الخلفي سبب هدا الإنزال المكثف للجيش عبر محادثة الشعب وطمأنته.. و العمل بقانون الحق في الولوج للمعلومة… متى سيحدثنا ؟؟ ليبهرنا بالخبر البنكيراني السار ل16 نقطة المشكوك في أمرها ؟؟ أم أننا كشعب أصغر من أن يهتم بنا او يتم خلق الحوار معنا في أمور كهده ؟ لازال أصحاب القرار في هدا الوطن يستغبون الشعب و لا يقدرونه إلا في يومهم الموعود, ليلة يكتمل بدر الخمس سنوات لتفتح الصناديق الانتخابية. وقتها فقط يهتم الجميع بنا و تصبح لجنسيتنا قيمة ولعقلنا فائدة و لبصماتنا و تحركنا أهمية و لبطوننا و راحتنا و أماننا و أحلامنا معنى. أما ونحن ألان نستشيط رعبا و قلقا للحالة الأمنية والخطر الذي جعلونا نحسه برؤية جنود و أسلحة وكأننا في حالة حرب.. فلا أهمية لراحة بالنا و لا لسوء فهمنا من عدمه أي جدوى. فمتى ستعترفون لنا بما نعيشه لندري؟؟ متى ستنطق يا ناطقهم الرسمي لتشرح لنا ما يجري ؟