سعدنا لوصول “دنيا باطمة” إلى نهاية برنامج “أراب آيدول” يا سلام.... لقد مضى وقت طويل ولم نفرح لشيء.أصبحنا مثل الأطفال الصغار نسعد بالقليل كيفما كان، لأننا قليلو الانجازات في الحقيقة. لا ننكر بأننا فرحنا ، وفرحنا بعمق لأننا وجدنا من يرفع راية بلادنا خارج هذا الوطن العزيز، بدليل الطقوس التي خصصت “لدنيا” في المطار وفي حيها وبين أهلها و أصحابها. عندما شاهدت فيديو وصولها ظننت أن حشود المغاربة ملتفة حول من أتى ليخرجها من الأزمة، خاصة في هذا الموسم الجاف الذي وصلت أسعار المواد الغذائية فيه و الخضر بالتحديد إلى أرقام قياسية، أغلب من كان محيط “بدنيا” لا يستطيع اقتناءها. ظننت أيضا أن المغرب استطاع التوصل لحلول لجيش المعطلين الذي يتسطر أمام البرلمان كل يوم ليطالب بحقه في العمل.ظننت أيضا أن المغرب أباح العلاج للجميع بالمجان، وأصبح لنا جميعا الحق في التعليم الجيد والممنهج، خطر ببالي أيضا أن المغاربة جميعا يستطيعوا إيجاد سكن لائق لهم. ظننت أن الحل جاء على يد علاء الدين و مصباحه السحري، الذي سيخرجنا من ظلام الجهل والغباء، والفاقة والحاجة، والإجرام والإدمان.... تخيلت كل شيء جميل يحمل المغاربة على بساط الهناء و الرفاهية ما عدا أن يتقاتل الناس على فنانة- نعتز بها حقيقة و نقدرها و نثمن لها مجهودها في الوصول إلى هذه الدرجات المتقدمة في عالم الفن- بل خفت عليها في لحظة من أن يقتلها الناس فتضيع أحلام الجميع في رفع راية المغرب في “أراب آيدول” . بالله علينا جميعا، ألم نعد نفرح بما هو قليل؟ و نمني النفس بالتمني كما حدث عندما عاد “أسود الأطلس” خائبين من كأس أفريقيا و كأنهم قطط و مع ذلك وجدوا في انتظارهم من يغفر لهم هذا و يصفق لهم بحرارة و كأن شيئا لم يحدث. ماذا نفعل في رأيكم إذا وجدنا مغربي يستطيع إخراجنا من الأزمات التي نتخبط فيها كي نحيى كما يحيى الناس أو نتماشى معهم في ما هم فيه ذاهبون؟ متى نتخلى عما هو صغير و قليل كي ننال ما هو أكبر و أهم؟ متى سنستفيق مما نحن فيه، و نهتم بما يمكن أن ينقذنا مما نتخبط فيه؟ آمنة أحرات