— ثلاث سنوات فقط ، إستطاعت أن تعري عن عجز الحكومة التي يقودها الحزب الإسلامي التونسي ، حركة النهضة ، ثلاث سنوات فقط ،جعلت بصر الناس حديد ، وكشفت أن المشروع السياسي الإسلامي ،ليس عصا سحرية،قادرة عن طريق إستجداء القوى الغيبية ،على إخراج البلاد من جب التخلف ،لكي تجعله يطفوا فوق سطح يم التقدم والرخاء. تنزيل المشروع الإسلامي من سماء النظرية ، إلى أرض الواقع والممارسة السياسية ، جعله يفقد طهرانيته ، وجعل فردوسه الموعود ، سرابا وهشيما تذروه الرياح ،فالخطاب اليوتوبي للجماعات والأحزاب الدينية، إصطدم ،بصلابة وتحديات الحكم ,والإكراهات التي يفرضها الواقع على من يتسلم مقاليد الحكم.
المستوى الأمني : لم تنجح الحكومة الإسلامية ،في إستتباب الأمن ،وإعادة حالة الإستقرار والأمان التي كانت تعرفها البلاد في عهد بن علي .شهدت تونس إنفلاتا أمنيا ،بسبب تساهل الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية ، مع التنظيمات السلفية ، التي عمدت على تشكيل فرق الأمر بالمعروف والنهي عن المكر، حيث تناسلت حالات التعزير والتهديد في مناطق عديدة من تونس ، وفرض قوانين الشريعة في أحياء وقرى ،لم تعد خاضعة لقوانين الجمهورية. يضاف إلى هذا ،إزدياد حالات الإعتداء على الفنانين والصحافيين والمثقفين ،والمعارضين والمنتقدين للتوجه الإسلامي، حالة الإرهاب الفكري هاته ، توجت بإغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد.
تدهور الوضع الأمني في تونس لم يقف عند هذا الحد، بل بلغ مستويات خطيرة ، أصبحت تهدد الأمن القومي للبلاد . تناسلت كالأرانب، الجماعات الجهادية المسلحة ، وأتخدت من الجبال والقرى النائية وبعض المساجد قواعد لها ، مستغلة غض طرف الحكومة الإسلامية ، وإفتقارها للحزم والقوة ،من إجل ردع هاته الجماعات ، التي سينتهي بها الأمر إلى شن هجمات إرهابية ضد الجيش التونسي ، ومواقع سياحية ، أسهمت في ضرب عصب الإقتصاد التونسي.
المستوى الإقتصادي: الإقتصاد التونسي في عهد الرئيس السابق بن علي ، كان من بين الإقتصاديات الإفريقية ، الأكثر دينامية و نموا، بعد مرور ثلاث سنوات ، لم ينجح أبناء الغنوشي في إنعاش الإقتصاد التونسي ، بل على العكس من ذلك ، شهدت الأنشطة الإقتصادية ،تدهورا غير مسبوق ، وبلغت البطالة ،مستويات غير مسبوقة17.6% . سعر صرف الدينار التونسيّ ، مقابل العملات الأجنبية ،حقق أرقام كارثية، أمّا التضخّم فقد ناهز ال 6% خلال شهر يونيو2014 ، أسعار المواد الأساسية ،فقد بلغت نسبة نموها 8%.كل هاته المؤشرات ،جعلت عجز الميزان التجاري يتفاقم، ونسبة الذين الخارجي ،تصل لمستوى قياسي.