هناك كلمة نجمة ظهرت هذا الأسبوع، كلمة بطلة ومغناج، سيطرت على ما عداها من الكلمات، واحتلت دون منازع قمة طوب تين العناوين في الجرائد والمواقع. لا أفتح صحيفة إلا وأجد في الصفحة الأولى مشوشين يشوشون على العدالة والتنمية، في طنجة ووجدة ومراكش وبني ملال، وفي كل مكان في المغرب يأتي مشوشون ليشوشوا على بنكيران.
لقد اتفقوا جميعا في العدالة والتنمية أن يرددوا هذه الكلمة وفي وقت متزامن، ما يدل على وجود انسجام بين قيادات هذا الحزب، رغم أن لا أحد من حلفائهم في الحكومة رددها معهم، مع العلم أن للمشوشين رنين خاص، يجعلك أحيانا تقوم للرقص دون هواك وأنت تسمعها تخرج كالعسل من حنجرة الإسلاميين.
إنه إنجاز كبير فعلا حققه بنكيران، حين اجتمع مع وزرائه وقياديي حزبه وأمرهم أن يتحدثوا جميعا عن المشوشين أينما حلوا وارتحلوا، وسيكون أجمل لو سمعنا نفس الكلمة من باقي مكونات الحكومة، كي يندحر خاسئا كل من يشك في وجود تنسيق بينها.
تش..تش..تش.ش.ش.ششششششششششش، الرؤية ضبابية والعتمة في كل المدن، وهناك من يحجب الرؤية على بنكيران، إنهم بعض الأشرار لا يتركون الحكومة تشتغل وتحارب الفساد ويشوشون على عملها، لكن أفتاتي لهم بالمرصاد، وبفضله وبفضل ثقة الشعب سيزول الغبش وتنقشع الرؤية.
لقد قالها بنكيران بعظمة لسانه: الشعب يحبني، ولكي نكون أكثر دقة قال إن الشعب أو الناس بالتحديد مازالوا يحبونني، لكن هذا الشعب هو الذي يشوش هذه المرة على بنكيران، كنوع من العتاب والدلال يشوش عليه، ويهجم عليه في اللقاءات الحزبية والحملات الانتخابية، ولأن الحب متبادل لا يتوانى إخوان بنكيران في تكسير عظام بعض الشعب العاطل عن العمل، فلكي تحبني وأحبك من العيب يا شعب أن تشوش علي.
أنا مع أن لا يشوش أحد على بنكيران، فالرجل يعمل بجد، وقد ظهر أن مكانه الأفضل هو أن يكون منظما للحملات الانتخابية، حيث برزت طاقاته ومواهبه بشكل كبير، بينما في الحكومة يوجد تشويش، ومن الصعب على المرء أن يكون رئيس حكومة ويمارس مهامه التي خولها له الدستور وسط الضجيج والصراخ.
عندي فكرة يمكن أن تنفع بنكيران، لأني أصبحت فعلا أتضامن مع الرجل، فلا يعقل أن يشوش عليه العاطلون والفاشلون والمعارضة وبعض الشعب بمناسبة أو بدونها، بينما هو يريد أن يعمل ويشتغل، وهي أن ننسحب جميعا من هذا البلد ونترك العدالة والتنمية ينفذ برنامجه كما يحلو له دون تشويش، وأقترح عليه أن يتدخل بحكم السلطة التي يتوفر عليها ويهجر الأصالة والمعاصرة إلى دولة شقيقة تعاني من شح في الأحزاب، ويرسل الاتحاد الاشتراكي في إطار اتفاقية تعاون إلى أمميته الاشتراكية برتبة سفير متجول، والنقابات إلى مملكة بروناي المسلمة لتشبع ذهبا ومالا وتتوقف عن تشويشها وتهديدها للسلم الاجتماعي، والعاطلين إلى السويد، وأنا إلى جريدة التجديد وسأنهر نفسي يا حمار لماذا تشوش على بنكيران، وكل من عثرتم عليه بعد ذلك يمارس التشويش فالرميد يتكفل به، إلى أن يعم الهدوء ويزول التشويش ويخلو لكم الجو، وبعد أن تنجزوا كل وعودكم وتصلحوا صندوق المقاصة وتعثرون على شغل للعاطلين ابعثوا إلينا إشارة كي نعود في أول طائرة إلى المغرب، لأنه ليس من اللياقة في شيء أن تتكرموا علينا بأن نسكن معكم على هذه الأرض وأنتم الفائزون بالانتخابات ومالكو الحكومة، ونكرانا منا للجميل نقوم بالتشويش عليكم، لا ، لا ، هذا لا يصح.