لم تمر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي الرابع لحزب العدالة والتنمية المنعقدة بمسرح الهواء الطلق أكَادير، مساء يوم الأحد 23 شتنبر2012،بنفس الحماس والهدوء التي ألفه الحزبيون في الدورات السابقة، حيث عرفت احتجاجات شديدة من قبل مجموعة من المعطلين ومجموعة من الممرضين خريجي المعاهد الخاصة، وسائقي الطاكسيات، وضحايا دور الصفيح وممثلي الجمعيات الأمازيغية تسربت إلى الجلسة الافتتاحية، رافعة لافتات وشعارات مستفزة تطالب من خلالها رئيس الحكومة والأمين العام للعدالة والتنمية بإيجاد حل لملفاتها العالقة. وكان المحتجون يرفعون بين الفينة والأخرى شعارات ضد بنكيران، واضطرته الى الهبوط من المنصة ليتجه في حالة نرفزة نحو المحتجين ليحاورهم، حيث طالب منهم غيرما مرة «الكف» عن رفع اللافتات والشعارات التي شوّشت على الجلسة وأربكت الجهة المنظمة، إذ لم تسمع في كثير من الأحيان في الجلسة الإفتتاحية التي غلب على حضورها العنصر النسوي، إلا شعارات تنادي بالسكن والشغل وإنصاف سائقي سيارات الأجرة ومحاربة «الكَريمات» وتنزيل الأمازيغية كلغة رسمية بالإدارات ودواليب الدولة. وهنا حاول بنكيران أن يستميل الأصوات المحتجة ويسكتها بخطابه المعتاد لكن دون جدوى، حيث كانت تقاطعه بشعاراتها، فقال للمحتجين «إلا ما خليتو رئيس العدالة والتنمية يتكلم راهْ غُيْعَرْفو الناس شْكُونْ لِصيفْتْكُمْ باشْ تْوشوعْلِيَّ، وخَلوّني نْتْكَلّمْ»، «أنا ماشايْط عندكم إيوا خلوني نْتْكَلّمْ،وعندكم تْغَلْطو،أنا كيموت علي الشعب و راهْ أنا عارف على أنكم كَتْحَبّوني». وأجاب بنكيران المحتجين عليه بأن ما يريده المغاربة هو العدل والعلاج والتعليم ومحاربة الرشوة والزبونية، مما أجج غضب المحتجين الذين رفعوا شعارات تطالب مرة أخرى بالشغل والسكن وإيواء دور الصفيح وإنصاف سائقي الطاكسيات وتقليص الأجور العليا ومحاربة الكريمات...فأجابهم الأمين العام للعدالة والتنمية «أنتم الآن أقلية عليكم تسكتو والشعب لن يتفق معكم» وأضاف «يمكن أن أنصت إليكم لكن ليس هنا بل بالرباط أجو عندي وأنا غادي نستقبلكم إما في الوزارة وإما في الديوان الملكي». وتحدث بنكيران أيضا في كلمته عن جهات لم يسمها تعمل على التشويش على عمل الحكومة وتسخر جرائد ومجلات لتسميم الأجواء، بل اتهم هذه الجهات بكونها تضع «العصا في الرويضة «وتعرقل» الإصلاح ومحاربة الفساد» وتشوش على عمل الحكومة التي يطبعها الانسجام التام بين مكوناتها، ثم أضاف بقوله: «ليس هناك اليوم في ظل الحكومة الحالية رشوة أو زبونية أو فساد بل هناك إصلاح وعدالة».