الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال زعيم شعبي ينتمي إلى الطبقات الفقيرة، تمكن من صنع نفسه بنفسه رفقة زوجته التي تنتمي إلأى نفس العائلة وتنحدر من نفس القبيلة بضواحي تازة. هذا ما تروجه فاطمة طارق التي تتولى نائبة مقاطعة زواغة بنسودة، ولها صفة مستشارة جماعية في المجلس الجماعي لفاس، وتمكنت في الآونة الأخيرة من ولوج قبة البرلمان، وذلك إلى جانب استغلالها لجمعية تدعى أوربة لإفطار الفقراء في رمضان وتزويج العانسات والعانسين من أبناء فقراء المدينة في مهرجان تطبل له كل موسم صيف. طارق قالت ل"المساء"، في عدد يوم غد الخميس، إن زوجها يحب أكل البيصارة، وينسى صراعاته مع خصومه السياسيين بسرعة، وقلبه أبيض، وله شخصية قوية يستطيع بها أن يقود حزب الاستقلال وأن يطبق التغيير الذي وعد به أعضاء المجلس الوطني في حملته للحصول على منصب أمين عام الحزب خلفا لعباس الفاسي وفي مواجهة المنافس عبد الواحد الفاسي، ابن علال الفاسي، مؤسس حزب الاستقلال. طارق قالت أيضا أنها شبه واثقة من أن يحصل حزب الاستقلال على النتيجة الأولى في الانتخابات البرلمانية القادمة، وهو ما سيؤهل زوجها لرئاسة الحكومة المقبلة خلفا لبنكيران، الأمين العام الحالي لحزب العدالة والتنمية، المثير بدوره للجدل بسبب تصريحاته، وانشغاله الكثير بالرد على خصومه السياسيين عوض الانشغال في خدمة البرنامج الذي طرحه وصوت عليه المغاربة. شباط الذي بدأ حياته "سيكليس" قبل أن يلج معمل لاسميف بفاس، ويتزعم أحداث 14 دجنبر 1990 سيئة الذكر بالمدينة، دخل عالم السياسة من بابه الواسع عبر الضواحي عندما كانت منطقة زواغة عبارة عن جماعة قروية، ونجح في قيادة انقلاب أبيض على دكتور جامعي استقلالي اسمه محمد مفدي، وينحدر من منطقة غفساي بإقليم تاونات. وينتمي مفدي بدوره إلى حزب الاستقلال. ودخل عبر هذا البوابة لجماعة فاس، وتمكن من القضاء على الاتحاديين، وجمع أكبر عدد من المستشارين الجماعيين من حوله. وحصد رئاسة المجلس الجماعي لفاس، وأطلق على نفسه اسم عمدة المدينة. وعندما استوى على الكرسي خاض غمار المنافسة للظفر بمنصب الأمين العام لحزب الاستقلال، وهو الذي سبق له أيضا أن أزاح النقابي عبد اللرزاق أفيلال من على رأس نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، ونصب مكانه بنجلون الأندلسي، قبل أن يقود انقلابا ضده، ويزيحه ويمرغ سمعته في الأرض عندما اتهمه بسرقة أموال النقابة.